لبنان ينعزل عربياً وغربياً… هجرة دبلوماسية!

جاء في “المركزية”: 

يبدو لبنان كجزيرة معزولة تتلاطمها الامواج من كل حدب وصوب ويصارع سكانها البقاء من جوع كافر يتعاظم كل يوم من دون ان يلوح في الافق ما يؤشر الى الخلاص مع الفارق الوحيد ان طريق الانقاذ لا تزال متاحة امام اللبنانيين اذا ما استشعرت قياداتهم الخطر المحدق بهم وما هم مقبلون عليه في حال الاستمرار بهذا النهج التعطيلي لمسار تشكيل حكومة “المهمة” التي دعاهم اليها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وفقا للبرنامج الاصلاحي الذي حددت عناوينه المبادرة التي اطلقها للمساعدة في عملية الخروج من الازمة المالية والمعيشية المتفاقمة. 

واللافت وسط هذه المشهدية السوداوية وجود تخل عربي واجنبي عن هذا الوطن الذي لطالما احتضن المنتديات الفكرية والثقافية الاوروبية والغربية وشكلت ارضه ساحة جامعة للمؤتمرات العربية حتى بات الامر يبدو وكأن هناك حصارا مفروضا عليه، او ان اهل الحكم والسلطة فيه هم من قادوا انفسهم الى هذه الواقعة نتيجة تخليهم عن نهج الحياد ولعب الدور الجامع والجسر الذي يشكله بين الشرق والغرب وميزه على مدى التاريخ.

وتفيد المعطيات المستقاة من دوائر الخارجية ان لبنان يشهد منذ مدة تقارب الثلاث سنوات هجرة دبلوماسية تتمثل في تخلي العديد من الدول العربية والاجنبية عن الكثير من معتمديها والملحقين العاملين في سفاراتها في بيروت حتى ان بعضها خفض مستوى تمثيله أخيرا الى ما دون القائم بالاعمال ومنها مثلا السفارة الاماراتية التي اعلنت وقف اعطاء التأشيرات للبنانيين لمن هم دون الستين سنة كان لديها ثمانية دبلوماسيين و28 موظفا اداريا بات لديها سكرتير واحد واربعة موظفين اداريين، والسفارة السعودية كان لديها ستة عشر دبلوماسيا اصبح لديها ملحقان اثنان واربعة عاملين من اصل ثمانية وعشرين، والسفارة الكويتية بات لديها دبلوماسيان اثنان مما كان مجموعه ثمانية، والسفارة المصرية خفضت مستوى تمثيلها نحو 70 في المئة، والسفارة الاميركية كان تعداد العاملين فيها من دبلوماسيين وملحقين 48 اصبح 18 اضافة الى انها طلبت من رعاياها وغالبيتهم من اللبنانيين البقاء على اتصال معها، والسفارة البريطانية خفضت عدد جهازها السياسي والعسكري الى ما يقارب السبعة اشخاص علما ان لطالما كانت لديها غرفة عسكرية عاملة في لبنان تستوجب وجود جهاز عامل باكمله، والسفارة الايطالية اضحى لديها دبلوماسيان تم ألحقاقهما بالقوة العاملة ضمن القوات الدولية، كما ان السفارتين الكندية والهولندية بعد تقليص تمثيلهما عممتا على رعاياهما وجوب أخذ الحيطة في تنقلاتهم خصوصا خارج العاصمة بيروت.