لا تهدموا عواميد الهيكل!!
كلنا هالنا ما حصل في المرفأ!
كلنا بكينا دما على ما رأيناه…
كلنا يريد حقيقة ما حصل ومن هو المسؤول…
وكيف لهذه الكمية ان تبقى ما يقارب التسع سنوات مخزنة في مستوعبات اكلها الصدأ وتتنافى مع اي معايير السلامة والآمان…
من يتحمل المسؤولية!؟
عند اندلاع الصراع في سوريا كان السلاح من كل حدب وصوب يجمع ووجهته كلنا يعلم الى اين!
فالحدود كانت مفتوحه على غاربها وكانت دون حسيب ولا رقيب!
فلبنان تلك الخاصرة الرخوة لطالما لعبت دور كبير في تخلخل وإهتزاز النظام في سوريا…
فمن ثورة ٥٨ الى الحركات الانقلابية وغيرها ممن كان الرافد الاساس يأتيها من معارضات تتلطى بنظام اعتبر حينها حامي الحريات وملاذ لكل ثائر كيفاري ينشد الحرية…
بالرجوع الى المرفأ، وحسب احد من اطلعوا على تلك الفترة وكان قد لحظ مدى التسيب وعدم ضبط اهم مرفق حيوي وبمثابة الممر والمدخل لبلد لطالما يتنفس منه…
وكانت حينها انقسامات كبيرة، فمنهم من اختار الحياد والنأي بالنفس وكان يرفد الفصائل المعارضة بشتى انواع الاسلحة! ومنهم من رفض ليقينه بأن آتون النار لا بد سيصل لأطرافه! لا بل لحرق كيان بكامله..
بالفعل نحن عندنا الذاكرة القريبة يجب تنشيطها، حتى ندرك الاحداث وتسلسلها….
ان القاء التهم من كل حدب وصوب اليوم وعدم صوابيته سيجهل المهمل والمسؤول ويضيع الحقيقة وتذهب دماء المظلومين سدى!!!
فنحن اليوم لا ترف لنا في مناكفات السياسة والاعيبها، ولا بمماحكات واهداف رخيصة مقابل هذه الدماء الذكية والدمار الهائل والنكبة التي نحن بها!!
بالرجوع الى التصويب على المؤسسة العسكرية وقائدها، أيظن البعض ان حرف البوصلة سيخدم الهدف؟!
لا ليس هكذا من هو ضنين على الارواح التي ازهقت!
فنحن اليوم بأحوج الاوقات الى مؤسسة عسكرية متراصة وموحدة، فهي الضمان وهي من يعول عليها بعد انهيار جميع مؤسسات الدولة…
فالتصويب هذا سيف ذو حدين:
اولا يغطي من هم المسؤولين الفعليين ويعطيهم فرصة للتمويه وتشويه الحقيقة…
ثانيا: اضعاف آخر مدماك في هذا الكيان المتصدع والمتداعي والمتهالك!!
ان المؤسسة العسكرية ستبقى خارج اي صراع، وان كنا ضنينين على وطن تتناهشه الوحوش من كل حدب وصوب! علينا جميعا ان لا نسمح بإزاحتها عن لعب دورها الحقيقي والذي تطلع به قيادتها اليوم على أكمل وجه….
نحن لسنا ضد الاعلام الحر والجريء، بل ضد تحريف البوصلة للتغطية على المقصرين الحقيقيين…
ولتبقى هذه المؤسسة الحصن المنيع التي تتكسر على صخوره كل الموبيقات السياسية الرخيصة، والتي خبرها اللبناني وحفظها ظهرا عن قلب…
واخيرا….إعقلوا….
الصحافي سعد فواز حمادة