شرح رئيس الجمهورية ميشال عون للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ما شهدته اللقاءات الـ 14 مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري وما رافقها من طروحات وما اعاق المساعي المبذولة لتوليد الحكومة العتيدة التي تحتاجها المرحلة الحالية، مشدّداً من جديد على مجموعة الملاحظات التي اصرّ عليها، وخصوصاً تلك التي تتصل بالمعايير الموحّدة لتوزيع الحقائب وطريقة اسقاط الاسماء عليها بنحو متوازن، معتبراً انّ التشكيلة التي حملها الحريري اليه في 9 كانون الاول الماضي افتقرت الى كل هذه العناصر، وخصوصاً عند المعادلة المطلوبة للمساواة بين الحقائب حسب توزيعها على الطوائف.
وعلمت صحيفة «الجمهورية»، انّ عون، وبعدما قدّم شروحاته، بدا مستمعاً لمجموعة من الملاحظات التي عبّر عنها الراعي، وخصوصاً عندما فنّد عناوين خطاب «عيد الغطاس» وما قصده من مناشدته كلاً من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، للتواصل من دون اي مؤثرات خارجية. وطرح الراعي اقتراحاً فاجأ رئيس الجمهورية، عندما تمنّى قبولاً بفكرة ان يجمع عون والحريري، حيث يريدان، وإذا اختارا بكركي فأهلاً وسهلاً بهما.
وردّ رئيس الجمهورية على طرح الراعي بمجموعة من الأسئلة التوضيحية، ولم يعط الراعي جواباً نهائياً في انتظار ان يستكمل البطريرك اتصالاته بالحريري ومن يراه مناسباً، الى ان ينتهي الى صيغة قابلة للبحث، فينظر فيها حسب ما ستوفره هذه الاتصالات من معطيات جديدة. فالهدف لدى رئيس الجمهورية هو التوصل الى التأليف في اسرع وقت ممكن وبلا تسرّع، لئلا تدفع البلاد ثمناً لا يريده احد في حال انتهت المحاولة الجديدة الى الفشل.
وافادت المعلومات التي تسرّبت من دوائر قريبة من بكركي الى «الجمهورية»، بأنّ الرجلين كانا مستمعين جيدين لما طرحه كل منهما عندما تبادلا القراءات والآراء.
ووصفت المصادر مبادرة بكركي الجديدة بأنّها تنطلق من معطيات دستورية، اذ لا تشكيل لحكومة جديدة من دون تفاهم عون والحريري وتوقيعهما.
المصدر : الجمهورية