كتبت “المركزيّة”:
منذ ايام وفي سياق تغريداته الدائمة عن لبنان واوضاعه، كتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش “ان الوضعين الاقتصادي والمالي، بالاضافة الى النظام المصرفي حال من الفوضى. السلم الأهلي بدأ بالانهيار. الاحداث الامنية باشرت بالارتفاع. الهيكل اللبناني يهتز. اما القادة اللبنانيون فينتظرون (الرئيس الأميركي المنتخب جو) بايدن. لكن هذا لبنان وليس الولايات المتحدة الاميركية”. التغريدة بدت لافتة ومقلقة في آن لا سيما لجهة مراهنة البعض على انفراج بعيد تسلم بايدن مقاليد الحكم، خصوصا انها صادرة عن مسؤول اممي، يعكس حقيقة استهتار المسؤولين اللبنانيين بمصالح وطنهم والعمل لمصالح غيرهم عبر أجندات خارجية على حساب الأجندة الوطنية.
واذا كان الرهان على ان يعمد اي من المسؤولين في السلطة الى انقاذ الوطن بات في حكم الساقط استنادا الى ممارساتهم التي لا تمس الى الرغبة بذلك حتى بصلة، فماذا عن الثورة الشعبية التي شكلت في يوم ما بارقة امل بالنجاة ونقل مركب الوطن الى بر الامان؟
العميد الركن المتقاعد جورج نادر قال لـ “المركزية” أن “المسؤولين غير وطنيين يفكّرون أميركيا وسوريا وإيرانيا…”، سائلاً “ينتظرون بايدن لكن من يلتفت إلى لبنان؟ هل من المعقول ألا تؤلّف حكومة في انتظار موقف الرئيس الأميركي المقبل؟”.
وكشف أن “مكوّنات الثورة تتواصل وتنسّق مع المغتربين اللبنانيين خصوصاً مع مجموعتين كبيرتين في الولايات المتّحدة الأميركية كذلك في فرنسا وأستراليا وغيرها، وليس مع جهات رسمية. هذه المجموعات تعمل للضغط على حكوماتها لمساعدتنا على فكّ الحصار عن لبنان”، معتبراً أن “ما من حلّ آخر إذ ينتظر المسؤولون بايدن للتشكيل ما يعني أن الضغط الغربي والأميركي يؤثّر عليهم”.
وعن نظرته للأيام المقبلة مع حلول العام الجديد، وما يمكن أن يحلّ بالثورة أو أي تطوّرات ممكن ان تطالها، أوضح أن “الثورة الفعلية لم تنطلق بعد. وسببان أساسيان سيفجّرانها: انفجار المرفأ، ورفع الدعم عن المواد الحيوية وإفلاس البلد. هذان السببان كافيان لتفجير الثورة عن حقّ. الجوع والفقر واليأس يسيطر على اللبنانيين، وفقط 1% من الشعب مرتاح أي الطبقة الغنية”، لافتاً إلى أن “تفجير الغضب الشعبي المتوقّع لن يكون سياسيا فقط، بل اقتصادي – اجتماعي وسياسي لأن سبب انفجار المرفأ إهمال وتغاضي وتواطؤ الدولة وأجهزتها مع النظام”، متخوّفاً “من عجز القوى الأمنية عن تهدئة الوضع والتصدي لردّة الفعل العفوية على الوضعين الاقتصادي والأمني”.
وأضاف نادر “كلّ هيكل الدولة اهتزّ، وما من استقرار أمني، كذلك لم نعرف من كان خلف الجرائم الكثيرة في الفترة الأخيرة والتي لم يكن لها سبب لأنها ليست ثأرية أو عشائرية مثل قتل العقيد المتقاعد في الجمارك منير أبو رجيلي، وجوزف بجاني والمسؤول المصرفي أنطوان داغر… الحكومة المستقيلة تشكّلت برضى سوريا – حزب الله وممسوكة من قبل السوري وعملائه في الداخل، وقطعت مجموعات الثورة أي تواصل معها، ولا يمكنها المحافظة على الأمن”، سائلاً “كيف يمكن التأمل منها في حين أن فريقا واحدا عاجز عن تشكيل حكومة جديدة؟”، مضيفاً “البلد ينهار والمواطن يموت من جوعه في حين لا يزالون يركزون على المحاصصة، هذه الطبقة أفسد من الفاسدين وكلّ الصفات السيئة تناسبها، لكن هذا لا يعني أن الأحزاب التي تعاقبت على الحكم والمتفرجة اليوم غير مشمولة أو أفضل من الطبقة الحاكمة. عندما نقول “كلّن يعني كلّن” نعنيها بكل ما للكلمة من معنى”.
وشدد على “نقطة شديدة الخطورة يجب التنبه إليها، متمثّلة بمحاولة بعض الزعماء الطائفيين والمسؤولين والسياسيين شدّ العصب الطائفي والتلميح إلى الأمن الذاتي عبر استثارة الغرائز الطائفية والحديث عن “مناطقنا”. بالتالي المطلوب من المواطنين عدم الإصغاء إلى زعمائهم الذين أوصلوهم إلى هذا الوضع، وعدم تهاون الجيش مع أي إخلال بالأمن من دون أن يعني ذلك التهجم على الطلاب والمعتصمين للمطالبة بحقوقهم”.