‏أول السنة الجديدة… أمل خجول!

كتبت صحيفة النهار تقول: اذا كان حلول السنة 2021 يعني بشكل بديهي فتح باب الامل امام اللبنانيين ان تكون السنة الجديدة اقل شؤما وقسوة عليهم من أسوأ سنة راحلة عرفوها كما العالم أدت بهم الى مصير دراماتيكي على كل الصعد فان ذلك لا يعني ان الامل وحده سيكفي في اليوم التالي لإشاعة الاطمئنان وتراجع الاخطار . والواقع ان لبنان سلم أمره ومصيره منتصف هذه الليلة للسنة الجديدة فيما لا شيء يضمن للبنانيين ان المرحلة الطالعة ستشهد نقلة نوعية تمنع مزيدا من الانزلاقات البالغة الخطورة سواء على الصعد الاقتصادية والمالية والاجتماعية او على صعيد الازمة الوبائية التي تصاعد تفشيها بخطورة كبيرة في الأيام الأخيرة . وسجل في اليوم الأخير من السنة اعلى رقم قياسي للاصابات بكورونا بلغ معه عدد الإصابات 3507 إصابات و12 حالة وفاة الى حد بات يحتم اتخاذ قرار بالإقفال العام للبلد مرة جديدة مطلع الأسبوع المقبل فيما تصاعدت مطالبات للحكومة بالإقفال السريع والطارئ بدءا من اليوم .

أما على المستوى السياسي فان لبنان يطل على السنة الجديدة وسط انعدام أي وضوح في الرؤية او في الاتجاهات التي يمكن ان تسلكها ازمة تشكيل الحكومة بعدما سدت تماما مسالك التحركات والاتصالات والمشاورات بين المعنيين بأزمة التشكيل أي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وكذلك بين القوى السياسية في صورة شلل غير مسبوق على هذا المستوى . وكما اخذت صورة الفراغ السياسي بعدا ثقيلا في آخر أيام السنة المنصرمة ستأخذ دلالات اشد سؤا مع مطلع السنة الجديدة اذا استمر الدوران في دوامة الانسداد من دون أي تحرك لفتح مسالك الحل خصوصا ان معظم المؤشرات لم تعد تقنع أحدا بان سبب التعطيل والتعقيد امام تشكيل الحكومة يرتبط بالخلاف بين الرئيسين عون والحريري على التشكيلة الحكومية فقط .

ذلك ان البعد الإقليمي الذي يربط الاستحقاق الحكومي اللبناني بما تريده ايران من تجميع أوراق لنفوذها في بلدان المنطقة قبيل تسلم الرئيس الأميركي جو بايدن مهماته بات واضحا ومثبتا وليس اندفاع الأمين العام ل”حزب الله ” السيد حسن نصرالله الى الإطلالة مرتين في اقل من أيام للحديث عن الجنرال سليماني في ذكرى اغتياله وتحديد مواقف الحزب المرتبط كليا بايران سوى وجه من وجوه الازمة العميقة التي يعانيها لبنان باعتبار ان الحزب يبرمج أولوياته على مواقيت الأهداف الإيرانية . ولن يكون والحال هذه ثمة فسحة تفاؤل كافية وواقعية بإمكان تشكيل الحكومة في وقت قريب واقله قبل مرور استحقاق تسلم الرئيس الأميركي الجديد مهماته ما لم تحصل أعجوبة سياسية داخلية من شانها ان تحتوي اخطار الانتظار الطويل بعد على كل المستويات بما فيه المستوى الأمني .

أما في آخر يوم من السنة الراحلة فلم يطرأ أي تطور بارز على مسار تشكيل الحكومة باستثناء اللقاء الذي جمع في بكركي امس البطريرك الماروني الكاردينال ماربطرس الراعي ومستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي في ما بدا محاولة لاعادة ترطيب الأجواء الجافة بين بعبدا وبكركي بعد تعطيل محاولات تشكيل الحكومة . ويبدو ان البطريرك ابلغ ضيفه انه ليس في وارد التراجع عن مبادرته لاستعجال تشكيل الحكومة فيما خرج جريصاتي من اللقاء ليؤكد ان “البطريرك والرئاسة على خط متواز في موضوع خلاص لبنان ولم ار تباينا في وجهات النظر بل على العكس رأيت تشجيعا من البطريرك في ان نذهب جميعا الى النفس المؤسساتي ” واعتبر “ان الحل الوحيد الذي يعطينا إياه الدستور هو العيش المشترك أي المشاركة الفعلية في انشاء السلطات “.

أما الموقف الأبرز من الازمة الذي صدر فتمثل في رسالة التهنئة بالسنة الجديدة التي وجهتها السفيرة الفرنسية آن غريو وأكدت فيها للبنانيين ان “فرنسا كانت الى جانبكم في عام 2020 وستبقى كذلك في عام 2021 وهذا ما أكده رئيس الجمهورية هنا في لبنان “. وأشارت الى “الوضع الراهن يحتم على فرنسا ان تواصل مع شركائها المطالبة بالإصلاحات التي لا بد من تطبيقها من اجل النهوض بالبلد ولهذه الغاية يحتاج اللبنانيون وأصدقاء لبنان واقف على قدميه الى حكومة مؤلفة من نساء ورجال اكفاء جاهزة للعمل ابتداء من الان من دون مزيد من الانتظار من خلال تجاوز المصالح الخاصة والحزبية “.

ومساء غرد الرئيس الحريري الموجود خارج البلاد حاليا قائلا :” نطوي اليوم عاما كان مليئا بالمآسي والأزمات والتحديات ونستقبل العام الجديد متسلحين بالصبر والايمان والإصرار على التكاتف جميعا للنهوض ببلدنا لبنان من جديد .”.