‏غضب في بكركي والضغوط الخارجية مستمرة

كتبت صحيفة ” الأنباء ” الالكترونية تقول : فيما تتوالى المعطيات عن مزيد من الضغوط التي تعتزم الولايات المتحدة الأميركية فرضها على لبنان وفقاً لما ‏تعتبره الإدارة الأميركية كماً كبيراً من المستندات التي تشير إلى حجم اختراق حزب الله للمصارف اللبنانية وقدرة ‏الحزب على إجبار المصارف على تسيير شؤونه المالية، فإن ذلك يعني مرحلة جديدة من الكباش على الساحة ‏اللبنانية، قد يكون عنوانها الحديث عن احتمال فرض عقوبات على شخصيات لبنانية الأسبوع المقبل مطلع السنة ‏الجديدة‎.‎

وتشير المعلومات إلى أن التقصي الأميركي بدأ يتركز حول كيفية حصول حزب الله وجمعية القرض الحسن على ‏نظام تشغيل الكتروني للصرافات الآلية وبطاقاتها وكل برامج عملها، لأن ذلك يحتاج الى انظمة خاصة للتشغيل، ‏وقد يتم فرض عقوبات على الشركات التي سلّمت هذه البرامج للحزب‎.‎

وعلى هذا الوقع يستمر الاستعصاء السياسي المتمظهر في عدم القدرة على تشكيل حكومة، وهنا تكشف معلومات ‏جريدة الأنباء الالكترونية أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بات لا يخفي غضبه الكبير من ‏رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل والرئيس المكلف سعد الحريري‎.‎

وتكشف المعلومات أيضا أن الراعي سيكون على تواصل مع الفاتيكان لأجل إطلاق مبادرة دولية تحافظ على لبنان ‏وتبدي إهتماماً فيه. وهناك محاولات للعمل بين الفاتيكان والولايات المتحدة الأميركية مع إستلام إدارة جو بايدن ‏لإبداء الإهتمام بالملف اللبناني‎.‎

وكشفت مصادر مواكبة لجريدة “الأنباء” أن “الراعي سيستكمل حركته المحلية في الملف الحكومي بعد العيد مع ‏عون والحريري، كما سيجري إتصالات مع مختلف القوى السياسية، آملا بأن يتم الإتفاق على أسماء مقبولة ‏وقادرة وكفوءة للتوزير، بعيدا تقاسم الحصص وتناتش الحقائب‎”.‎

توازياً، أشار الوزير السابق غازي العريضي في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “زيارته للبطريرك ‏الراعي أمس إنطلقت من العلاقة الثنائية التي تجمع المختارة ببكركي، وتم النقاش بقضايا عدة، منها إنفجار مرفأ ‏بيروت، حيث أكدنا على ضرورة إستكمال التحقيقات ليصل اللبنانيون إلى الحقيقة، ويتم إحقاق الحق، بعيدا عن أي ‏إستنسابية، تفاديا لأي إتجاهات سلبية في الملف”، وأكد العريضي “موقفنا المطالب بالتحقيق مع الجميع، ‏والإستماع إلى كافة المعنيين لجلاء الحقيقة، لأن اللبنانيين والمتضررين ينتظرون العدالة، لتطمئن نفوسهم‎”.‎

وفي اطار التحقيقات الجارية بانفجار المرفأ، وفي حين كثُرت في الفترة الأخيرة محاولات مشبوهة لإنزال ‏ضغوطٍ على المحقق العدلي القاضي فادي صوان لدفعه إلى التنحي عن الملف وعرقلة التحقيق، ما قد يشوّه الحقيقة، ‏لفتت معلومات صحافية إلى طلب محكمة التمييز الجزائية من القاضي فادي صوان عبر النيابة العامة التمييزية ‏ملف التحقيقات، لكن صوان امتنع عن تزويدها بالملف مبرراً أن محكمة التمييز لم توقف السير بالتحقيقات‎.‎

وفي هذا السياق، أشار الخبير الدستوري إدمون رزق إلى “عوامل سياسية وضغوط تُشكّل بمواجهة القضاء ‏والقاضي”، لافتا إلى “تأثر النيابات العامة بشكل من الأشكال بالسياسة، لإرتباطها بوزير العدل، إلّا أن صلاحية ‏اتخاذ القرارات تعود لها (النيابات) وحدها‎”.‎

وشدد رزق في حديث مع “الأنباء الإلكترونية” على “وجوب تحصين القضاء إلى أقصى الحدود ليواجه ‏الإعتبارات السياسية والتدخلات، خصوصا وأنه في سجل بعض أهل الحكم من تمت ملاحقته بقضايا مختلفة، ‏فتوارى عن القضاء، فالمطلوب في وجه ما يجري صمود قضائي وتحصين داخلي عبر التماسك منعا للإختراق، ‏كما وإتباع متشدد للمبادئ الدستورية الأساسية وقوانين التنظيم العمل القضائي، للتمكّن من محاسبة المسؤولين عن ‏خرق الدستور وتجاوز المبادئ الأساسية، كفصل السلطات‎”.‎

وحول احتمال تنحية القاضي صوان عن الملف، لفت رزق إلى أنه “من الممكن تنحيته أو سحب الملف منه، لكن ‏أي إجراء من هذا النوع سيكون خطوة مردودة، ويطرح علامات إستفهام وتساؤلات وتشكيك، لأنه نوع من ‏تسييس القضاء والتدخل بسير عمله، ويُمثّل إذعان القضاء للمشتبه بهم، كما أنه دينونة لمن يقوم به كإجراء، ‏وصوان لن يستجيب لأي طلب في هذا السياق، لا بل صموده يعوّل عليه‎”.‎

وختم رزق حديثه معتبراً أن “لبنان وصل إلى مرحلة من الإنحطاط على مختلف المستويات في الحكم، بسبب ‏الإخلال بمبادئ الحكم الديمقراطي، ومرد ذلك غياب الكفاءة من اعلى الهرم حتى أسفله، وفي حال قررت السلطة، ‏عبر مؤسساتها، التسلط، فهي تعلن سقوط هذه المؤسسات بدءا من رئاسة الجمهورية وصولا إلى أدنى موقع”، ‏داعيا الرأي العام لـ”مساندة القضاء والوقوف الى جانبه، رفضا لأية ضغوط‎”.‎

على صعيد آخر، وفي حين يترقب اللبنانيون وصول لقاح كورونا، لا زال الفيروس ينتشر وبقوة، إذ سجّل عداد ‏وزارة الصحة 2298 إصابة جديدة، و21 حالة وفاة، وهي أرقام تُعد مرتفعة وخطيرة، وسط تحذيرات باحتمال ‏تسجيل أرقام قياسية بعد عيد رأس السنة، في حال لم يلتزم المواطنون بالإجراءات الوقائية‎.‎

وفي متابعة لوصول اللقاح إلى لبنان، أشار طبيب الأمراض الجرثومية عبد الرحمن البزري لـ”الأنباء” ‏الإلكترونية إلى أن “لبنان ينتطر وصول اللقاح من مصدرين، شركة “فايزر” التي أُبرم معها العقد وستؤمّن اللقاح ‏لنسبة 15% من اللبنانيين، ومنصة “كوفاكس” التي تنتظر أخد شركات اللقاح التي تتعامل معها الموافقة من قبل ‏منظمة الصحة العالمية، وستؤمّن المنصة اللقاح لنسبة 20%، ما يعني أننا سنحصل مناعة بنسبة 35% في ‏المجتمع اللبناني، إلّا أن الهدف يكمن في الوصول إلى نسبة %60 أو 70% من المناعة المجتمعية في فترة سنة أو ‏سنة و3 أشهر‎”.‎

وأضاف البزري: “المناعة المجتمعية ستتكون من آخذي اللقاح، والمصابين السابقين بالفيروس والذين تعافوا ‏وكوّنوا مناعة طبيعية، كما هناك لقاحات أخرى ستدخل السوق اللبناني تباعا مع الوقت بعد استحصالها على ‏الموافقة المطلوبة من منظمة الصحة العالمية، وعليه، ستتحقق النسبة المطلوبة‎”.‎

وحول رفض البعض اخذ اللقاح، لفت البزري إلى أن “الدولة ستعرضه على من يستحقه أولا، ويعود للمواطن حق ‏الإختيار بالتلقي من عدمه، لكن لكل لقاح جديد أو دواء حسنات كما وآثار جانبية، إلّا أننا بدورنا ننصح بأخذ ‏اللقاح، ونصيحتنا مبنية على معطيات علمية، بعيدا عن الإشاعات والمغالطات التي تنتشر مؤخرا‎”.‎

‎ ‎أما في ما خص الآلية التي ستُتّبع لتوزيع اللقاح، ذكر البزري ان “الآلية باتت شبه جاهزة، فالبيانات المطلوبة ‏حول الممرضين وكبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة موجودة، كما سأقوم بجولة قريبة على الجمعيات ‏التي تُعنى بذوي الأمراض المُزمنة لتشجيعهم على حث المرضى لأخذ اللقاح، وسيتم تحويل المراكز الطبية ‏الكبرى إلى مراكز تلقيح”، مؤكداً أن “معايير توزيع اللقاح مبنية على أسس علمية، وليس وفقا للمحسوبيات‎”. ‎