هل تنتظرنا ضرائب جديدة وخفض رواتب؟

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
 
الكل يُريد إصلاحاً إقتصادياً لا يؤدي الى الفوضى ونسوا أنه كان من الأجدر، أن يبدأ هذا الإصلاح من المنظومة السياسية التي جاءت بهم الى السلطة، الذين إبتلت بهم البلاد والعباد ومن وزرائهم وحاشياتهم وجميع الطبقة السياسية التي نهبت وسرقت وأوصلت البلد إلى هذا الحال.

لكن ان أتت حكومة “الاصلاح”، ما هي الخطوات العملية، بعد التوافق على محاصصتها، تجاه فقراء لبنان وكادحيه؟
هل ستُبشرنا الحكومة الرشيدة بأيام عجاف قادمة من خلال ضرائب جديدة وغلاء فاحش وخفض للرواتب؟ والقادم أسوأ..
عاشت الحكومة وليذهب فقراء لينان إلى حيثُ يذهبون فلن يرحمهم أي راحم ولن يعطف عليهم أيُّ ماسك للسلطة، المهم أن يكون النظام السياسي محفوظاً بشرّه وشروره.
أكثر فئة تستهلك ميزانية الدولة اللبنانية هي ميزانيات الرئاسات الثلاث.
الذي يريد الإصلاح منهم تقليل رواتبهم وعدم إعطاء رواتب تقاعدية للحكومات ولنواب البرلمان والدرجات الوظيفية بعد كل دورة انتخابية.

بعد فترة الاربع سنوات يفترض ان يعود كل شخص، الى وظيفته السابقة قبل أن يتولى منصباً أو يصبح عضواً في البرلمان، وكذلك الحال في الحكومات المحلية والمجالس البلدية، اذ يجب معالجة أصل الصراع القومي والمذهبي ، وضمان حقوق الجميع بالمشاركة والشعور بالهوية الوطنية، اما ما نسمعه من إصلاحات فهو مجرد هراء!
اما عن الاجراءات القاسية التي تحدث عنها الرئيس المكلف سعد الحريري، سيجد الموظفون ان رواتبهم انخفضت، بنسبة تصل من 40 الى 50%.  سيجدون صعوبة قصوى في تمشية أمورهم المعيشية.
انها السياسة النقدية، الخالية من المسؤولية، في مواجهة التقشف والازمة الاقتصادية والمالية.
هناك مجالات كثيرة بعيدة عن لقمة عيش الفقراء ورواتب ذوي الدخل المحدود من الموظفين، كالسيطرة على موارد المالية للمنافذ الحدودية وموارد الموانئ التي تذهب اموالها الى الاحزاب الحاكمة . وتخفيض الرواتب الكبيرة والضخمة، او ترشيد نفقات الوزارات .
قطع شرايين الفساد، والكشف عن اعداد الفضائيين الذي يعدون بعشرات الالاف، ويقبضون رواتبهم بأسمائهم الوهمية، التي تذهب الى ارصدة الاحزاب وجيوب الفاسدين.
تخفيف الجيوش الهائلة من المستشارين الذين لا يقدمون شيئاً سوى قبض رواتب ضخمة انهم “قوى عاطلة”.

والاهم المطالبة بالاموال المهربة والمنهوبة، وهي تعد باكثر من عشرات المليارات الدولارية، وهي كافية لسد العجز المالي .
فهل ما ينتظرنا كوارث أعظم؟ بعد ان كسروا ظهر المواطن اللبناني بالضربة القاصمة، هُم خرجوا ابرياء وانقياء كبراءة الذئب من دم يوسف!