من هو المسؤول الأول عن ما وصلنا إليه في لبنان ..؟

الشعب عندما ينتخب نائباً عنه في السلطة يكون قد كلفه الإهتمام بشؤون البلد من سن قوانين إلى إقرارها ومراقبة المنفذين في الدولة، النائب عن الشعب هو المسؤول أمام المواطن كما الوزير مسؤول أمام النائب ورئيس الجمهورية هو الحكم بين الشعب ونوابه والوزراء ، هو الحكيم صاحب الضمير المفروض أن يكون عادلاً بين الجميع ..

في لبنان مفهوم النائب هو من يتوسط للفرد بوظيفة أو بتنفيعة شخصية ولو كانت على حساب الوطن ككل …
عزيزي المواطن النائب هو من عليك محاسبته أولاً لأنه لا يتابع عمله المراقب للحكومة ولا يكلف خاطره بأن يسأل ويسائل المسؤولين عن التقصير … وطننا إنهار ولم يعد من السهل إعادت الأمور إلى حالها الطبيعي إن لم تبدأ بالمحاسبة الفعلية …
نسمع كلام وتخوين أحدهم للأخر ولا نرى محاسبة ومحاكمة جدية لا من النواب ولا من المسؤولين ولا نسمع بحكم واحد صدر بحق أي مسؤول أقله على تقصيره وفشله ..

لبنان يحكمه أطراف متنازعة ظاهرياً … لم نشاهد يوماً مسؤول رفع دعوى بحق مسؤول والهدف يكون بعيد عن السياسة الذاتية المتطرفة فقط إتهامات سياسية تنتسى بعد الإتفاق بين الطرفين المتخاصمين ولكن رغم الإتفاق بينهما الشعب لا يعرف على ما إتفق وتبقى الأمور على حالها بل تسؤ إلى الأسؤ …

أيها المواطن إن كنت تريد أن تعيش حياة كريمة في وطنك …إن كنت ترغب بحياة تحفظ كرامتك …إن كنت تسعى لمستقبل مزدهر لأولادك في هذا الوطن فاعرف كيف تنتخب ومن تنتخب ليمثلك في السلطة …تعلم أن تحاسب … تعلم أن من يعدك بوظيفة أو قليل من الزفت أمام منزلك أو يعدك بأي مصلحة شخصية لك ولعائلتك الوعد المشروط ينتسى عندما يصل من تختاره للمجلس بعد أول راتب وتخصيصات يتلقاها نائبك ينساك ويغير رقم هاتفه …أما من تنتخبه بشروطك أنت منبهاً اياه بالمحاسبة إن تخلف عن واجباته الوطنية، هو من يعمل بجهد ليحصل على رضاك وليس العكس …
تأكد أن أي مصلحة شخصية لك على حساب المصلحة العامة ستنهيك أنت والوطن فالوطن لا يكون بخير إن كنت أنت بخير على حسابه ولكن بالتأكيد تكون أنت والجميع بخير إن كانت المصلحة العامة قبل مصلحتك فالمواطن السليم يكون في وطن سليم وليس العكس …

على كل مواطن أن يتطلع على واجبات النائب وأن يعلم أن الورقة في صندوق الإنتخابات مسؤولية ولا يجوز أن تعطي صوتك مجاملة لقريب أو إكراماً لزعيم صوتك في صندوق الإنتخابات يكون الدليل على وعيك وضميرك فكر وراقب وحكم ضميرك وبعدها إنتخب بضمير ووعي لتعيش مواطن لديك حقوقك في وطن يكون سليماً معافى …!

أخيراً سأكتفي بقول للمعلم كمال جنبلاط يقول..

*إذا خُير أحدكم بين حزبه وضميره، فعليه أن يترك حزبه وأن يتبع ضميره، لأنّ الإنسان يمكن أن يعيش بلا حزب، لكنه لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير*.

والوطن يكون وطناً بلا أحزاب لكنه لن يكون وطناً بلا دولة فيها مسؤولين مسؤولين عن الوطن بضمير ووطنية ..

ويبقى الأمل أن يبقى خيط الأمل بالتغيير وإستعادت الوطن وطناً ويصبح فيه البشر مواطنين متساويين ونرى فيه المسؤول المناسب بالمكان الذي يستحقه عن جدارة وليس إكراماً لأي أحد ..!

مارسيل راشد خاص : ميدان برس