يعيش لبنان مرحلة خطيرة تذكّر بمراحل وحقبات سابقة، وتحديداً تلك التي كانت تأخذ البعد الطائفي، وتغرق البلد في نزاعات وخلافات حادة، وينقل عن نائب مستقبلي مواكب لمسار ما يجري، بأن الإتصالات التي جرت في الأيام الماضية داخل الطائفة السنّية للملمة صفوفها ومواجهة تداعيات هذه المرحلة، إنما وضعت في الساعات الماضية خارطة طريق من أجل اتخاذ خطوات تصعيدية إذا استمرت الأمور على ما هي عليه من استفزازات وكيديات،ويؤكد بأن كل الإجتماعات التي حصلت مؤخراً إنما دعت إلى ضرورة عدم السكوت على استهداف الطائفة أو التطاول عليها، ولهذه الغاية كان هناك إجماع على المواجهة، على الرغم من عدم السعي لأي توجّه طائفي، ولا سيما في هذه الظروف الحرجة التي يجتازها لبنان، ولكن معلوماتنا، أكد النائب المذكور، بأن ما يقدم عليه هؤلاء إنما يهدف إلى تكبيل الرئيس المكلّف سعد الحريري بالشروط، وبالتالي، دفعه إلى الإعتذار وتعويم حكومة تصريف الأعمال، ولكن الموقف الذي أقدم عليه الرئيس حسان دياب في ردّه على الإدعاء عليه والتطاول على موقع رئاسة الحكومة، فذلك كان له الأثر البالغ لناحية الإلتفاف حوله في ظل ما يتعرّض له من كيدية واضحة.
وفي سياق متصل، كشفت معلومات مؤكدة، عن حركة مشاورات مكثّفة تجري بين كل الأفرقاء أكان ضمن هذا الفريق أو ذاك، من أجل إعادة لملمة هؤلاء الأفرقاء لصفوفهم بعد فرط 14 و 8 آذار، وذلك من خلال حركة اصطفافات جديدة، وينقل وفق أجواء وثيقة بأن أكثر من لقاء حصل في الأيام القليلة الماضية في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، للتشاور حول الإدعاءات القضائية، وأيضاً على خلفية ما يطاول الرئيس نبيه بري من حملات سياسية وكيدية. وأكدت المعلومات، أن حركة «أمل» تنسّق مع كل من الحزب التقدمي الإشتراكي وتيار «المستقبل» على وجه الخصوص، وقد بلغ هذا التنسيق ذروته مؤخراً بعد قرارات المحقّق العدلي القاضي فادي صوان، ويتوقّع أن تؤدي هذه الحركة إلى مرحلة اصطفافات جديدة، ومن ثم إلى التنسيق حول الإستحقاقات القادمة، حيث تبدو وجهات النظر بينهما متطابقة على الخط الحكومي وقانون الإنتخاب، أي الدائرة الإنتخابية الواحدة، والتي شكّلت منطلقاً توافقياً بينهما، الأمر الذي ألمح إليه رئيس الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط خلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة، ومما يساعد في إعادة إحياء العلاقة بين الحلفاء وعلى وجه التحديد بين كليمنصو وبيت الوسط، فذلك من خلال أجواء تشي بعودة التقارب بين الطرفين الجنبلاطي والحريري، إذ عُلم بأن اتصالات جرت في الأيام القليلة الماضية بين مقرّبين من الطرفين أفضت إلى حلحلة واضحة، ولا يستبعد أن يحصل لقاء قريب بين الحريري وجنبلاط، لا سيما وأن ظروف المرحلة الراهنة بكل خطورتها وتحدياتها باتت تستدعي مثل هكذا لقاء، إذ ثمة من يشير إلى أن ما جرى مؤخراً بعد تحريك ملف المهجرين والإدعاء على بعض الموظفين، إنما كان بمثابة الرسالة المشتركة لكل من الزعيمين الدرزي والسنّي.
لذا، فإن الأيام المقبلة لن تكون سهلة أو عادية، بل هناك من يتوقّع بأن يرتفع منسوب التوتّر السياسي وبلوغ الحملات ذروتها، إن على خلفية التعقيدات التي تحيط بتأليف الحكومة، إضافة إلى تحريك الملفات القضائية والتباينات حول معظم العناوين السياسية والإقتصادية، ما قد يؤدي إلى تعطيل إضافي للبلد وللإستحقاقات القادمة والداهمة على كافة المستويات.
المصدر: جريدة الديار