استذكر عندما كنا في الجامعة اللبنانية ننهل العلم والرصاص ينهمر علينا في حرب اقل ما يقال عنها (بالعبثية)، والتي كنا قد اعتشنا على اصوات الرصاص والمدافع وما شاكل..
ليس هنا بيت القصيد، انما على الرغم من قساوة الحرب ومآسيها، كان هناك فسحة أمل وحياة.
على الرغم من اننا كنا طلاب ولا نزال في ريعان الشباب، لا نألوا متعة ننشدها، وكانت بيروت تضج بالحياة..
فمن شارع الحمرا الى الروشة وعين المريسة، كان المرح يتجول في زوايا وتساكر، لطالما لا تنام…
كنا نصنع الامل بعد فقدانه بصراع الدم…والاخوة….والتحرير…
كنا نضج حياة، وما بخلت بيروت يوما على مريديها…
فترى البياع المتجول واصحاب المهن الحرة، وحتى المتسول…
يأتيه رزقه من حيث لا يحتسب…
وكنا نرى بوجوههم الرضا والاحتساب…
اين نحن الآن منكم…
يتحفونا بالأمن، ونزعوا الفرحة…
يتحفونا بوجوههم على الشاشات! ولا بسمة…بل غصة….
بيروت…
انتي لست انت…
بيروت دمعة…بعد ان كانت..بسمة…
لبنان ليس انت…
فالفرحة والضحكة…والبهجة..انت..
انت لست انت…
فإرحموا لبنان….
الصحافي سعد فواز حمادة ميدان برس