اعتبرت الوزيرة السابقة مي شدياق ان المسؤولين عن تشكيل الحكومة كأنهم يعيشون على كوكب آخر، مشيرة الى ان هناك فريقا يعمل من دون حصول التشكيل لأنه يسعى لحكومة محاصصة. وذكرت ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عند زيارته لبنان تحدث عن “حكومة مهمة” تأتي كي تنهض بالبلد، بعيدا عن الاعتبارات السياسية الضيقة والملفات الخلافية.
وشددت في حديث عبر “سكاي نيوز” على اننا “بحاجة الى حكومة اخصائيين مستقلين كي لا نكرر سيناريو حكومة حسان دياب، التي سميت بحكومة حزب الله وتبين بعد تشكيلها ان بعض الوزراء فيها يعودون في اي قرار للجهات التي سمتهم”.
وذكرت ان حزب القوات اللبنانية لم تسم الحريري ولكنها قالت له اذا استطاع تشكيل حكومة مستقلة تنجح بإخراج البلد من بؤرة الفساد فمبروك عليه وستقف الى جانبه، مضيفة، “مجرد ان الحريري تحدث، خلال محاولة مصطفى اديب تشكيل الحكومة، عن منح المالية للطائفة الشيعية لمرة واحدة فقط، وكأنه اعاد تكريس عرف الطوائف والمحسوبيات والمحاصصة السياسية، خصوصا بين الاحزاب الموالية لإيران التي تهيمن على البلد، وهذا ما يصعب عليه حاليا التشكيل”.
وتطرقت الى التحقيقات حول انفجار مرفأ بيروت، وقالت، “تعلمت ان يكون لدي دائما أمل كبير وان انظر الى النقطة البيضاء في محيط اسود، ولكن عندما يتعلق الامر بالقضاء اللبناني، مع احترامي للكثير من القضاة الذين لديهم مناقبية، تكون المشكلة انه وللأسف لا ننجح بالوصول الى النتيجة المرجوة. ففي التحقيقات المتعلقة بالانفجارات التي طالت ثوار انتفاضة 14 اذار 2005، وانا منهم، لم يتم الوصول الى قصقوصة ورق واحدة، فماذا عن انفجار كانفجار المرفأ؟”.
وتابعت، “سمعنا منذ ايام ان القاضي المكلف متابعة التحقيق سيوجه اصابع الاتهام الى الوزراء والمدراء العامين الذين لهم علاقة مباشرة، وفي المقابل هناك تحقيق الـFBI الذي لم يصدر بعد والتحقيق الفرنسي، ولكننا للأسف عندما استطلعنا من الفرنسيين عما التقطته “الاقمار الصناعية” كان الجواب ان الاقمار كانت موجهة الى منطقة اخرى غير البحر المتوسط وهذه نتيجة مؤسفة”
واعادت التذكير ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كان توجه بطلب الى ماكرون من خلال الموفد الفرنسي باتريك دوريل الذي زار بيروت بأن يكون هناك دعم فرنسي لكشف الحقيقة والتحقيق ولدعم العريضة التي اطلقتها لجنة “Ground-0″، هذه اللجنة التي تأسست عقب انفجار المرفأ وجمعت اكثر من 10 الاف توقيع من الاهالي المتضررين بشكل مباشر وتوجهت بالعريضة الى الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش للمطالبة بلجنة تقضي حقائق دولية، الا ان كل ذلك ما زال معلقا لأننا لم نصل الى نتيجة فعلية لغاية اليوم.”
واشارت الى ان رئيس الجمهورية ميشال عون وعد من اليوم الأول بكشف الحقيقة بسرعة، لكننا دخلنا في الشهر الرابع ونتمنى ان تصدق هذه الامنيات فالوقت قد طال جدا قبل الوصول للحقيقة ومحاسبة من تسبب بأرق المواطن اللبناني في هذا الموضوع، كما في غيره، على المستوى الاقتصادي والمالي والجنائي والمستويات الاخرى. وأوضحت ان المشكلة في لبنان بالمحسوبيات والاعتبارات الحزبية والخاصة التي تطغى على المعادلة الداخلية وهذا امر مؤسف.
وقالت شدياق، “الإهمال امر اساسي ادى الى انفجار المرفأ، فهل يعقل ان تنسى كمية ضخمة من نيترات الامونيوم كالتي خزّنت من العام 2014 في العنابر، خصوصا ان التقارير التي نسمعها والتحقيقات الدولية تظهر ان كمية كبيرة منها كانت اخرجت من المرفأ قبل الانفجار اي ان المواد المتفجرة اقل من 2700 والا لكنا شهدنا انفجارا اضخم ودمارا اكبر”.
واردفت، “اضافة الى الاهمال، نتحدث عن المستفيد مما حصل في المرفأ اي من يستعمله لتهريب البضائع وهو بشكل اساسي من يهيمن عليه وعلى المطار ويهرب البضائع من دون دفع الضرائب لصالح ما يسمى المقاومة اي في الواقع حزب الله والتحالف الايراني.”
واشارت الى انها تنتقد بشكل مباشر حزب الله وحلفاءه الذين دخلوا في المحور الايراني بمن فيهم التيار الوطني الحر الذي وضع لبنان بمصافٍ استراتيجي لا يصب بمصلحته كبلد، لأن المحور الايراني هو الدمار للبنان، بدل الانفتاح على الدول العربية والغرب وهي العلاقات الطبيعية لعلة وجود لبنان. وشددت على انهم اقحموا لبنان في محور “لا ناقة له فيه ولا جمل”، ان بالنسبة للحرب في سوريا او للتدخل في اليمن والبحرين وغيرها من الدول حيث يعتبر الحزب اليد الطولى لإيران وتسعى من خلاله الى الهيمنة في المنطقة.
واوضحت انها لا ترحم احدا من حلفاء ايران عندما يتعلق الامر بالمسائل الاستراتيجية، شددت على انها تنتقد الجميع حتى الحلفاء عندما يخطئون في سياساتهم المرتبطة بالمسائل الداخلية.