الراي الكويتية”:
للمرة الأولى تُبَلْوِر المملكة العربية السعودية بهذا الوضوح «القِفل والمفتاح» في «المشكلة الأساسية» التي يواجهها لبنان والتي يتشابكُ فيها ويتكاملُ الشقّ التقني الإصلاحي بالسياسي ذات الصلة بمقاربة المجتمعيْن العربي والدولي لوضعية «حزب الله» ودوره كصاحب «التحكّم والسيطرة» بالقرار الرسمي والذي باتت منظومةُ الحُكم في «بلاد الأرز» مُبَرْمَجَةً على أساس توفير الغطاء له بما يساهم في المزيد من تمكينه داخلياً وكأحد الأذرع الأكثر فاعلية لإيران ومشروعها في المنطقة.
ولم يَحْتَجْ وزيرُ الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إلى أكثر من دقيقة ونصف دقيقة مع الإعلامية الأميركية هادلي غامبل لتقديم رؤية بلاده للوضع في لبنان ومآلاته، بما انطوى على إشاراتٍ لا يمكن التغاضي عن تأثيراتها أو أقلّه عن أنها «مأخوذة في الحسبان» أصلاً في سياق مسار تأليف الحكومة العتيدة الذي يديره الرئيس المكلف سعد الحريري والذي بات عالقاً في «فم» الشروط الداخلية المتصلة بلعبة السلطة والأحجام كما المنعطف التصعيدي الذي دخلتْه المنطقة مع بدء العدّ التنازلي لمغادرة الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض، وسط انطباعٍ متزايدٍ بأن «بلاد الأرز» قد تكون خسرت فرصة اتقاء أي عواصف آتية أو حتى «انتقاء» بعضها لخوضه بالحدّ الأدنى من «مظلة أمان» تقيها السيناريوات الأسوأ مالياً واقتصادياً وربما أمنياً.