وردتنا عدة اتصالات من داخل سجن رومية مبنى المحكومين وخلال هذه الاتصالات يرون قصصهم المؤلمة التي تفطر القلب وتجعل من حياة الانسان وعاء خالي من الانسانية حبث هدرت حقوق المحكومين وانعدام ابسط حقوقهم في العيش من حيث الطعام والمكان واقل ما يوصف انهم يعيشون في زريبة ولو كانت زريبة حيوانات لكانت اكثر اهتمام مما يعيشون فيه الاعداد في الغرف اكثر مما يجب ان تكون وكذلك النظافة والوقاية معدومة انعدام تام والطعام لا وصف له سوى كلمة (الكلاب لا تاكله) وان اراد العيش والشراء من دكان السجن فيجب عليه ان يكون من اصحاب الاموال والبنوك كي يستطيع العيش .
احد السجناء يحاول ايصال صوته قائلا دخلت السجن لاني سرقت وتهمة السرقة في القانون هي ثلاث الى ستة شهور وانا لليوم منذ سنة لم احضر جلسة من الجلسات والدتي تحضر لي كل اسبوع خمسين الف ليرة وهذا المبلغ لا يكفي لشراء الدخان والاكل ليوم واحد والطعام الذي يقدمونه لا يؤكل وافكر في الانتحار وشنق نفسي ومن خلال هذه الروايات لا يمكن وصف الحالة التي يعيشونها ابدا انما استطيع القول ان الانسانية قد خلت وافرغت من السجون وبات مركز اعدام للنفس وليس معقل للسجون والدولة غائبة عن الاهتمام بسجنائها وامورهم الخاصة فمن المسؤول عن هذا الاستهتار بحياة هؤلاء البشر وهل عقاب السرقة هو السجن بطريقة استهتارية تؤدي الى الانتحار .
اين المنظمات الدولية الانسانية من حياة هؤلاء الذين لا حماية لحقوقهم فالانسان البسيط الفقير يقضى سنين عمره ينتظر جلساته وحكمه في الاساس لا يتجوز الشهور اين العدالة من هؤلاء الذين ان اقدموا على اي جرم اسبابه معروفة وهي البطالة المتفشية في المجتمع اللبناني وانعدام الوظائف وسبل العيش بكرامة في ظل غياب المسؤولين اللبنانيين عن الاهتمام بأمور المواطن اللبناني , خارج السجن يعيش المواطن اللبناني حياة ذل لتامين لقمة عيشه وفي داخل السجون ذل لا يتحمله الحيوان فكيف يتحمله الانسان في كل دول العالم اجمع السجين لديه حقوقه الانسانية في العيش ولو داخل السجن يجب الاهتمام بمكان سجنه وطعامه ولباسه الا في سجنون لبنان نجد ان السجناء مجردين من حقوقهم المدنية والانسانية ويعيشون حياة طالبين الموت وانهاء حياتهم وذلك لسبب وهو انه لا رقابة ولا اهتمام من قبل المعنيين في موضوع السجون
دعوة الى كل الهيئات الانسانية والمنظمات الدولية الخاصة بحقوق الانسان الى القدوم الى السجون والدخول اليها ورفع تقارير خاصة عن حالة هؤلاء السجناء والعمل على مواضيعهم وخاصة الذين انهوا محكوميتهم وليس لديهم المال لدفع مستحقات اخلاء السبيل او ليس لديهم واسطة للنظر في ملفاتهم والعمل على اخراجهم من هذا المنفى الذين ينتظرون الموت داخله .
اما المسؤولين اللبنانيين لا يمكن توجيه اي مناشدة فنحن الان ليس في زمن الانتخابات والتصويت واشتراء الاصوات ليكن هذا الملف دسم والاستفادة منه كبيرة لمصالحهم الشخصية كما يفعل قبيل كل انتخابات يرمى هذا الملف الى الواجهة مع وعود باعطاء اهالي السجناء مرسوم العفو العام وادراجه على اول جلسات الحكومة
حسين الحاج ميدان برس