قدم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “كل الاحترام والتقدير لعمل كل الجسم الطبي والتمريضي والاستشفائي والصيدليات، انطلاقا من الضغط الذي عاشوه منذ أكثر من ثمانية أشهر لغاية الآن إثر انتشار فيروس كورونا”، مشيرا إلى أن “البعض ينسى الجسم الطبي والاستشفائي والتمريضي، وهم يذكرونني بالبواخر الكبيرة، اذ يتوجه الناس في الحديث إلى القبطان، والأخير جالس في حجرته، ولو أنه يضع الخطط ويصوب المسار لكن الباخرة لا تقلع لولا العمال الملطخة أيديهم بالشحم في غرفة التصليحات في الطابق الرابع من الباخرة تحت سطح المياه، ولولا أن هناك أشخاصا آخرين يهتمون بالغرف، وغيرهم بالبنى التحتية، بدورنا يجب ألا ننسى الذين يعملون في المستشفيات والمختبرات والغرف المغلقة والمكاتب الإدارية”.
كلام جعجع جاء في كلمة أمام وفد من مصلحة الأطباء في الحزب، في حضور الأمين العام الدكتور غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون المصالح نبيل أبو جوده، رئيس المصلحة الدكتور ميشال فتوش، الرئيس السابق للمصلحة الدكتور جوزيف خليل وعدد من أعضاء مكتب المصلحة.
ولفت إلى أن “الأشهر الثمانية أو التسعة الأخيرة كانت صعبة جدا، انطلاقا من فيروس كورونا بحد ذاته، ويا ليت هناك فقط كورونا ولكن للأسف لدينا كورونا بيولوجي وكورونا سياسي، وقد انعكس الأخير صعوبات هائلة في كل المجالات من مستحقات المستشفيات إلى موضوع الأدوات الطبية وتدهور سعر صرف الليرة مرورا بكل ما تبع ذلك من شح في كل شيء تقريبا إلى حد أن الجميع في القطاع الطبي كان يعمل باللحم الحي، لذا تحية كبيرة لهم جميعا، وفي هذه المناسبة أريد أن أؤكد أننا سنكمل مهما حصل لأن هذه البلاد بلادنا وهذه الأرض أرضنا والناس أهلنا الذين يجب أن نكمل وإياهم المسيرة رغم صعوبة المرحلة”.
وتابع جعجع: “إن الأسوأ من كل ذلك أننا لا نعيش فقط صعوبات بل كثر منا لا يرون أي أفق، فالإنسان مستعد للتحمل اللهم إن كان مدركا أنه بعد 3 أطنان من الصعوبات، أو بعد 200 كيلومتر من الصعوبات، هناك واحة صغيرة أو خلاص معين في مكان ما، ولكن الحال هي أن المواطن يعيش كل هذه الصعوبات ولا يرى سوى المزيد منها حتى أنه لا يمكنه مجرد التفكير في الخيال أن هناك خلاصا أو كيف يمكن أن يكون هذا الخلاص”.
وأوضح أن المواطن “ينظر أمامه ولا يرى سوى هذه الوجوه فيشعر وكأنه دخل سجنا أبديا سرمديا أو أنه في جهنم ومحكوم عليه بتهمة ما لا يدرك ما هي، ولنكن صريحين هو مرتكب في مكان ما حين صوت لهؤلاء الموجودين في السلطة في الوقت الحاضر، لذلك يشعر المواطن أنه محكوم عليه أن يبقى إلى أبد الآبدين في الوضع الذي يعيشه، وهذا ما يجعل الأمور سوداء في وجهه، الأمر الذي يدفعه إلى التفكير بأمور لم تخطر بباله في لحظة من اللحظات، أي ماذا أفعل في هذه البلاد؟ كيفما توجهت هناك مشكلة، والأسوأ أنه لا يبدو في الأفق البعيد أن هناك حلا”.
واستطرد: “مع اعترافي بهذه الصعوبات من كل النواحي، لكن هذا التفكير في غير محله أبدا، لأن الوضع الذي نعيشه اليوم قد يحل غدا، لماذا؟ لأن تدهور الأوضاع سببه لا يعود إلى الأساسيات الموجودة في البلد، باعتبار أن هذه الأخيرة لا تزال متوافرة وصالحة وسليمة فهي مرتبطة باللبناني كإنسان، لذا ما نعيشه اليوم مرده ليس لأسباب فعلية وإنما لأخرى كثيرة مرحلية، الأمر الذي يؤكد لنا أن وضعيتنا الطبيعية اليوم يجب أن تكون على ما كانت عليه في ستينيات القرن الماضي”.
وأكد أن “المشكلة في البلاد تكمن في طريقة إدارة الدولة وهذا جانب منها لأن جوهرها أكبر بكثير، فبكل صراحة تذكرني هذه المرحلة بالحرب اللبنانية (1975- 1990)، الأخيرة كانت بالرصاص والقذائف، واليوم بالاقتصاد والمال. اليوم، يحدث الأمر نفسه، هناك خطة جدية من قبل أصدقاء محور المقاومة، ومن يسمون أنفسهم بمحور المقاومة، للسيطرة على الوضع في لبنان”، مشيرا إلى أنه “عندما يدرك المرء سبب ما يعيشه وبالتالي يعلم ما هي النهاية وأين يمكن أن تكون، يستطيع عندها تحمل الصعوبات التي يمر بها بسهولة أكبر، وبما أننا نعيش اليوم مرحلة مماثلة تماما فنحن بحاجة لروح مقاومة كالتي كانت لدينا بين ال75 و90. نحن بحاجة اليوم لروح المقاومة، لأن لبنان مرة جديدة يتعرض، ولو من جهة مختلفة عن تلك التي كانت تضغط في ذلك الوقت، وهي محور المقاومة للسيطرة على شؤون لبنان”.
وتابع: “لاحظوا كل ما يطرح، سأعطي أمثلة حسية في هذا المجال: يحكى عن قانون انتخابي جديد، ونحن في الأمس القريب أقررنا قانونا انتخابيا جديدا، فهل يجوز في بلد ما إقرار قانون جديد للانتخابات كل عامين؟ ولاحظوا طبيعة هذا القانون الانتخابي المطروح الذي يأملون منه أن يمكن محور المقاومة ومن لف لفه الإمساك بالبلاد. ولاحظوا أيضا ما يحصل في عملية تشكيل الحكومة اليوم، عبر التمسك بوزارة المالية. ألا يوجد وزارة وازنة غير المالية؟ لماذا التمسك بها؟ لأنهم يريدون التوقيع الثالث، ولكن انتبهوا جيدا، فوزارة المال لا تعطي التوقيع الثالث، هذه في حد ذاتها بدعة فهي لها توقيع كأي وزارة أخرى، ولكنها لا تعطي توقيعا ثالثا بالمعنى السياسي للكلمة، ابدا. ولاحظوا أيضا ما يحصل الآن، فبسبب أن أحد المتحالفين مع محور المقاومة وهو الوزير جبران باسيل الذي فرضت عليه عقوبات أميركية، يريدون التعويض عليه بإعطائه مكاسب في تشكيل الحكومة، الأمر الذي أدى إلى تعطيل تشكيل الحكومة”.
وشدد جعجع على أننا في “أمس الحاجة لحكومة جديدة، إلا أنه بالنسبة لمحور المقاومة هذا أمر لا يهم، كما أن الشعب سيتضور جوعا، وهذا الأمر أيضا لا يهمهم، باعتبار أن المهم الوحيد لديهم هو أن يتقدم محور المقاومة بشكل من الأشكال، محافظا على حلفائه مهما كانوا فاسدين ويخربون البلاد، ومهما عاثوا خرابا فيها، وبقدر ما يهربون إلى سوريا، وكل ذلك لا يهم، المهم أن محور المقاومة يواصل تحقيق التقدم أكثر وأكثر، ويقوى أكثر وأكثر”.
واعتبر أن سبب كل هذا هو “أن هناك خطة واضحة لوضع اليد على البلد، لذا مطلوب منا اليوم المقاومة لأننا بوضعية مشابهة للعام 1975، خصوصا وأن الشعب يتحمل كل ذلك لان محور المقاومة ينفذ خطة واضحة المعالم لوضع اليد على السلطة في البلد، في حين أنه وللأسف، هناك بعض الكتل والمجموعات السياسية والأحزاب التي لا يهمها ما يحصل، لا تلتفت إلى كل ما يجري في العمق، وجل ما تقوم به هو الاتجاه إلى حيث توجد الجبنة لتأكلها، وسياستها مبينة فقط على هذا الأمر، وهذا أيضا سبب أساسي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه، باعتبار أن محور المقاومة ما كان ليصل إلى ما وصل إليه من قوة لولا التحالفات التي قام بها يمينا ويسارا، وكليا وجزئيا”.
وقال: “ما يحصل لنا اليوم وما نعانيه من مشقات ومصاعب ليس مجانا، أي أننا لا نعيش ما نعيشه انطلاقا من لا شيء، فهذا غير صحيح إطلاقا، بل انطلاقا من رغبة محور المقاومة في السيطرة على البلاد، لذلك علينا أكثر من أي وقت آخر، التشبث بأرضنا، وبيوتنا وعائلاتنا، وتاريخنا، وأهلنا، وأجدادنا، وببلدنا حتى النهاية لنمنع محور المقاومة من وضع يده عليه”.
وعمن يسأل متى الحل، شدد جعجع على أنه “بعيدا من الحوادث اليومية الآنية، يجب أن نأخذ قرارا بأن هذا بلدنا ولن نتركه مهما حصل، وسنواجه الصعوبات الراهنة بقدر ما أعطانا الرب من قوة شخصية أو بقدر ما أعطانا من إمكانات تمكننا من مساعدة المجتمع”، لافتا إلى أن “هذا ما نقوم به كقوات لبنانية منذ بداية الأزمة، فعلى المستوى السياسي، طرحنا الوضع كما هو، وابتعدنا عن المجموعة الحاكمة لأن صلبها هو هذا المشروع، والبقية التي تحيط بالمجموعة الحاكمة هم من أكلة الجبنة لا أكثر ولا أقل ولا هم لديهم الا السلطة، وبالتالي لا يرجى أي أمل منهم، وإذا كنا قد استنكفنا في المرحلة الأخيرة عن عدم الدخول في كل اللعبة الحكومية الجديدة، على عكس بقية الأحزاب، فمرد ذلك هو مبدئي، صحيح أن الأحزاب تهدف إلى الدخول في لعبة السلطة كي تنفذ برنامج عملها، إلا أننا لم نستنكف لأننا لا نريد أن نكون في السلطة أو لا سمح الله لا برنامجا أو مشروعا لدينا بل لان هذه السلطة بالذات لا يمكن الوصول معها إلى أي مكان. وعلى سبيل المثال لا الحصر، أنظروا ما يحصل اليوم فقد مضى ثلاثة أسابيع على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، وفي الوقت الذي نحن في أمس الحاجة فيه إلى الافادة من كل يوم يمر، لم يتم حتى اللحظة تأليف الحكومة”.
وتابع: “أتى المبعوث الفرنسي إلى لبنان خصيصا ليقول لهم خلصنا، أي أن الوقت انتهى وبالتالي إما أن تشكلوا الحكومة أو أن كل ما كنتم تأملون به من مؤتمر سيدر إلى تبرعات جديدة من الدول الصديقة للبنان أو صندوق النقد الدولي سيذهب في مهب الريح، فهل تعتقدون أن هذا الإنذار سيؤثر بهم؟ بالطبع لا، من لم يؤثر به كل ما حدث باللبنانيين فهل سيؤثر به هذا الإنذار؟ ومن لم يؤثر به انفجار بحجم انفجار المرفأ فهل سيؤثر به الإنذار؟ للأسف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يوقع حتى اللحظة على مرسوم إنهاء خدمات المسؤولين الرئيسيين في المرفأ، والذين كيفما أتت نتائج التحقيق وكيفما كان الأمر يتحملون بشكل مباشر أو غير مباشر مسؤولية، فإن لم يحرك انفجار المرفأ مشاعرهم ليستنفروا، وان لم يحركهم تدهور الليرة والوضع المعيشي، فهل سيتمكن السيد باتريك دوريل بكلمتين ناعمتين باللغة الفرنسية من جعلهم يتحركون؟ للأسف أشك في الأمر، لذلك أعتقد أن مأساتنا مستمرة حتى إشعار آخر لكنها بالتأكيد لن تستمر إلى الأبد”.
من جهة أخرى، أكد جعجع أن القوات ومنذ 17 تشرين 2018 بدأت معاركها في مجلس الوزراء بشأن الموضوع نفسه الذي طرحه المتظاهرون بعد عام في 17 تشرين 2019، فنحن حاولنا كثيرا، وأقولها أمام الله والناس والتاريخ، إننا حاولنا كثيرا قبل سنة و2 و3 سنوات من 17 تشرين 2019 تصحيح المسار وتصويب الأمور، ورغم أننا نجحنا في عمل أساسي عبر منعنا إياهم من استئجار باخرتين إضافيتين للكهرباء إضافة إلى البواخر الموجودة حاليا وهذا الملف يشكل فضيحة العصر فقضية الكهرباء منذ 10 سنوات لغاية اليوم أكثر من فضيحة وترقى إلى مصاف جريمة، ورغم أيضا من نجاحنا في تحويل بعض القضايا الأخرى، لم ننجح في تحويل المسار كاملا عن الهاوية التي كان يتجه نحوها، وأكبر دليل أننا في قعر الهاوية اليوم، التي وقبل وصولنا إليها قلنا لهم: لا تواخذونا لقد حاولنا تحذيركم من مغبة أفعالكم إلا أنكم لم تنصتوا لنا”.
وذكر أنني “في 2 أيلول 2019 لبيت الدعوة لحضور اجتماع اقتصادي في القصر الجمهوري في بعبدا، في حضور الرؤساء الثلاثة، ورؤساء الأحزاب، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ومسؤولين رئيسيين في الدولة، قلت لهم لا خلاص لنا سوى عبر ابتعادنا جميعا عن الحكومة وقد صرحت بذلك على الملء عقب الاجتماع أيضا لجميع اللبنانيين، نحن في طبيعة الحال لا نريد الابتعاد عن السلطة صراحة لأننا قادرون على العمل فيها، لكن كي لا نقول ابتعدوا وحدكم ونحن سنبقى لأن هذا غير منطقي قلنا يجب ان نبتعد جميعا وحالا ونأتي بحكومة مستقلين الصفة التي هي أهم من صفة اختصاصيين لتتسلم شؤون البلد لعلها تجنبنا الهاوية التي كنا متجهين نحوها، لكن على من تقرأ مزاميرك يا داود؟، اندلعت ثورة شعبية وعلى من تقرأ مزاميرك يا داود؟ وقع انفجار المرفأ وعلى من تقرأ مزاميرك يا داود؟ وسقط ضحيته أكثر من مئتي قتيل وآلاف الجرحى وعلى من تقرأ مزاميرك يا داود؟ واستمروا، واليوم يشكلون حكومة تماما كالتي كانوا يشكلونها منذ عام وعامين وثلاثة وأربعة وخمسة وستة وسبعة وعشرة وخمسة عشرة وعشرين عاما، وكأنه لم يحصل شيئ في البلاد، وكأن الوضع بألف خير، وكأن كل شيء على كامل ما يرام”.
وشدد جعجع على أن “الرئيس المكلف سعد الحريري يحاول اليوم منفردا تحسين نوعية الحكومة العتيدة إلا أن الفرقاء الآخرين همهم لعبتهم، التي هي اليوم كسر رأس أميركا بغض النظر عما يعانيه المواطن فهذا غير مهم لهم، يريدون لعب الكباش معها وتكسير رأسها وعيش يا مواطن لبناني إذا كان فيك تعيش”.
وقال: “مع كل إشراقة شمس هناك ضربة سخنة جديدة وهذا الأمر يذكرني بالمثل اللبناني القائل: الدني وجوه وعتاب رأينا هذه الوجوه الحالية ونشهد وضعيتها. أستغرب أحيانا من أمر المسؤولين الحاليين على المستويات كافة، من رئيس الجمهورية ونزولا، فنحن إذا ما شهدنا تدهورا حصل في مجال يعمل فيه مسؤول ما في دولة أجنبية معينة، نرى هذا الأخير يستقيل احساسا منه بتحمل المسؤولية، رغم قيامه بواجباته على أكمل وجه، ولكن باعتبار أن الضرر كبير يقدم استقالته، في حين أنه ولنفترض أن مسؤولي الدولة اللبنانية فظيعين، رغم أنهم ليسوا كذلك، ولنفترض أيضا أنهم لم يناموا الليالي، رغم أنهم ينامون الليل وجزءا من النهار أيضا، ولنفترض أيضا وأيضا أنهم قاموا بواجباتهم على قدر استطاعتهم، في حين أنهم قاموا بما يمكنهم فعله لكن بعكس المطلوب، ولكن لنسلم جدلا بكل ما تقدم ورغم كل جهودهم وصل وضع البلاد إلى ما هو عليه اليوم ألا يفترض بهم تقديم استقالاتهم؟ أستغرب كيف يمكنهم مشاهدة الأخبار؟ فنحن في كل يوم لدينا ضربة سخنة من جديد. في حين هناك مسؤولية أخلاقية بغض النظر إذا كان الشخص تسبب بالكارثة أم لا، فهل يطرح أحدهم على نفسه هذا السؤال؟ أبدا أبدا أبدا، وبالتالي يجب أن نعلم مدى حجم مصيبتنا ونعمل أكثر ونتمسك ببلدنا أكثر لا أن نسعى للسفر بل العكس تماما أن نعمل أكثر ما بوسعنا وبجهد المخلصين في هذا البلد كي نخرج بإذن الله من الأزمة التي نحن فيها”.
وختم جعجع: “لبنان ليس بلدا ميؤوسا منه على الإطلاق. ففي الامس، وفي هذه القاعة بالذات، كان هناك احتفال بتوقيع عقد بين مؤسسة جبل الأرز التي ترأسها النائبة ستريدا جعجع وشركة أبنية بشخص رئيسها نقيب المقاولين مارون الحلو لإكمال مستشفى بشري الحكومي، وقد ألقى في المناسبة مطران الجبة جوزيف نفاع كلمة في المناسبة قال فيها أن ما يحصل في هذه القاعة أكبر دليل على أن لبنان غير ميؤوس منه، الميؤوس منهم هم من يديرون لبنان، وأكبر دليل، على ذلك أن مشروعا بحجم مليونين دولار أي بحجم دولة وفي ظل الأزمة الراهنة تمكنت نائبة المنطقة ستريدا جعجع وجوزف اسحق بجهودهما الشخصية وجهود بعض المخلصين من جمع ما يكفي من تبرعات لينفذوه بهذا الشكل، فكيف بالحري من كان بين أيديهم كل المقدرات، الذين لا تقف الأمور عندهم بعدم تنفيذ المشاريع وإنما يعيدون البلاد مئة ألف سنة إلى الوراء، وهذا لأقول أن بلدنا ليس ميؤوسا منه بل أن المسؤولين هم الميؤوس منهم، وما علينا إلا التحلي بالصبر والشجاعة ونكون ملتزمين لنتمكن من إنهاء هذه المرحلة والوصول إلى مرحلة أفضل والمستقبل كله لنا”.