العهد أبلغ باريس: “عليّ وعلى أعدائي”

جاء في “المركزية”:

قادت جولة مبعوث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت باتريك دوريل، على اهل الحل والربط في البلاد امس، مراقبي الوضع السياس في الداخل، الى خلاصة مقلقة لا بل خطيرة: العهد وحلفاؤه، اتخذوا قرارا بالتحدي والمواجهة رافعين شعار “عليّ وعلى أعدائي يا رب”.




بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن هذا التوجّه التصعيدي، بدا جليا في قول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لدوريل “العقوبات الأميركية التي استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الأمور تعقيدا… كل هذه الأوضاع تتطلب توافقا وطنيا واسعا لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة منها بالتعاون مع مجلس النواب لاقرار قوانين إصلاحية ضرورية”، مشيرا الى “أهمية التشاور الوطني العريض في هذه المرحلة الدقيقة”.

الدبلوماسي الفرنسي حطّ في بيروت لاستعجال التشكيل ناصحا بالتعالي عن الانانيات ومحذرا من دقة الوضع اللبناني على الصعد كافة، غير ان بعبدا أبلغته بصريح العبارة ان اي تنازل او تراجع من قبل الفريق الرئاسي، لن يحصل، رامية الطابة في ملعب الرئيس المكلف سعد الحريري: “فإما يؤمن توافقا وطنيا شاملا على حكومته”، الامر الذي لا يتحقق إلا بتشاوره وتفاهمه مع الكتل النيابية، وأوّلها “لبنان القوي”، على التركيبة الوزارية، وبمراعاته مطالبها لناحية الحصص والاحجام والمعايير المعتمدة في التأليف، او فإن الحكومة لن تبصر النور ولو استمر الفراغ أشهرا”.




هذه الرسالة أوصلها الرئيس عون الى الاليزيه عبر دوريل، من دون قفازات او مراوغة. وهذه السياسة المتشددة، وفق المصادر، تدل على ان ما بعد العقوبات لن يكون كما قبلها، وأن العهد ذاهب نحو المواجهة لا الرضوخ، في ردّه على القرار الاميركي الذي طال اقرب المقرّبين اليه، والذي تؤكد كل المعطيات انه سيشمل شخصيات اضافية في قابل الايام. وهو – اي العهد – سيدخل هذه “الحلبة” مدعوما من حلفائه وأبرزهم “حزب الله” الذي قرر الوقوف خلفه قلبا وقالبا، وفاء لحليفه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، علما ان غياب الحكومة او وجودها سيّان في حسابات الضاحية!

هذه الاجواء غير المطمئنة، تؤكد ان اي حكومة لن تولد ما لم يتراجع الحريري عن شروطه، ويؤلّف حكومة بالمواصفات التي يريدها العهد وباسيل. فهل يفعلها، فيما تؤكد باريس والمجتمع الدولي كلّه ان لا دعم لحكومة “مسيّسة”؟ ام هل الهدف من هذا التصلب البرتقالي احراج الحريري فإخراجه، تحت وطأة الانهيار المالي الصحي الاقتصادي الشامل، تحقيقا لمعادلة باسيل – الحريري معا في الداخل او في الخارج؟ وهل يملك العهد بديلا من بيت الوسط اذا قرر سيّده الانسحاب؟ للتذكير فقط، فإن مواقف رئيس الجمهورية عشية التكليف، أكدت بوضوح انه لا يريد عودة الحريري الى السراي، ولا يراه اهلا لقيادة عملية الاصلاح، وما اشارتُه امس امام دوريل الى وجود مَن يعرقل التدقيق الجنائي المالي، الا دليلا اضافيا على كون بعبدا والفريق الرئاسي، لم يهضما تكليفه…