جعجع وقعت اتفاقاً للبدء بالمرحلة الأخيرة من تأهيل مستشفى بشري الحكومي


وقعت رئيسة “مؤسسة جبل الأرز” النائبة ستريدا جعجع، عقد اتفاق مقاولة بين المؤسسة وشركة “أبنية”، ممثلة بمديرها العام نقيب المقاولين في لبنان المهندس مارون حلو، للبدء بتنفيذ تأهيل المرحلة الثانية والأخيرة من مستشفى انطوان الخوري ملكة طوق – بشري الحكومي، وقيمته مليوني وثلاثمائة ألف دولار أميركي.
 
حضر الاجتماع: النائب البطريركي العام على جبة بشري واهدن – زغرتا والزائر البطريركي على بلدان الخليج المطران جوزاف نفاع، النائب جوزاف اسحق، النقيب المهندس مارون حلو، نائب رئيس شركة “خطيب وعلمي” المهندس سمير الخطيب، ممثل وزارة الصحة العامة مدير العناية الطبية الدكتور جوزاف الحلو، مسؤول مشاريع القطاع الصحي في “مجلس الانماء والاعمار” المهندس أكرم كرم، المهندس الاستشاري نبيل حناوي، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف ونائبه رئيس بلدية بشري فريدي كيروز، المحامي عبدو لحود، رئيس وقف السيدة – مار ماما الاب بيار سكر، رئيس مجلس ادارة مستشفى بشري الحكومي الدكتور انطوان جعجع، مدير المستشفى آدي لظم، نائب رئيسة “مؤسسة جبل الأرز” الدكتورة ليلى جعجع، امين سر المؤسسة المحامي مرشد صعب، امين صندوق المؤسسة المختار فادي الشدياق، أعضاء الهيئة العامة للمؤسسة: المهندس نديم سلامه، نائب رئيس بلدية بشري السيد جوزاف لدس الفخري والدكتور غازي جعجع، المهندس اسعد كيروز ومساعد مدير مكتب النائب جعجع رومانوس الشعار.
 
استهلت النائبة جعجع الاجتماع بكلمة، قالت فيها: “أصرينا، زميلي جوزاف اسحق وانا، ان نعقد هذا الاجتماع اليوم في هذه القاعة، وصورة بيروت المنكوبة وراءنا مكتوب عليها شعار “ما راحوا… باقيين”، لأن ما نقوم به اليوم، بإطلاق مشروع تأهيل وتجهيز مستشفى انطوان الخوري ملكة طوق – بشري الحكومي في مرحلته الثانية والأخيرة، هو تجسيد فعلي لهذا الشعار، وكما ان الذين سقطوا في انفجار مرفأ بيروت “ما راحوا”، نحن باقون، وسنبقى صامدين، ولن نتخلى عن وطننا”.
 
أضافت: “صحيح ان لبنان يمر في مرحلة اقتصادية مالية ونقدية مزرية، وهذا الأمر ناتج عن السلطة السياسية القائمة والمتشبثة بمواقفها. صحيح ان اغلبية اللبنانيين ينتابهم شعور من اليأس وفقدان الامل بالمستقبل، لكنني اليوم أريد أن اقول لهم: انه بالرغم من صعوبة الاوضاع التي نمر فيها، هناك نور قادم من آخر النفق، ولا يصح الا الصحيح.
إننا كحزب سياسي نقف الى جانبكم ولن نترككم، والمشروع الذي انطلق من قلب بشري الى كل لبنان، هدفه انساني. وأريد أن أقول الى اللبنانيين، إننا كطرف سياسي، مستمرون في العمل من أجل تحقيق سيادة واستقلال وكرامة لبنان وجمهوريته القوية. واذا كان ايماننا كبير بلبنان فبسبب أشخاص أمثالكم يؤمنون مثلنا بالبقاء في بلدنا، من خلال عطاءاتكم كل في مجاله”.
 
وتابعت: “وفي هذه المناسبة، لا بد لي من أن أتوجه بالشكر الى جميع أصحاب الايادي البيض الذين تبرعوا لدعم هذا المشروع الانساني والسامي، ان كان من لبنان او من بلاد الاغتراب، لأنهم مؤمنون مثلنا بالبقاء في لبنان. كذلك الامر، اريد أن اشكر غبطة ابينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ممثلا بسيادة المطران جوزاف نفاع على ايمانه ودعمه لهذا المشروع الإنساني”.
 
وشكرت جعجع أيضا: “نقيب المقاولين المهندس مارون حلو صاحب شركة “ابنية”، على تقديمه اتعابه لصالح المشروع، شركة “خطيب وعلمي” ممثلة بالمهندس سمير الخطيب التي قدمت الدراسات الهندسية للمشروع، بالإضافة الى الاشراف الفني عليه خلال التنفيذ، مكتب المهندس الاستشاري نبيل حناوي الذي اجرى التقييم البنيوي للمبنى ودراسة الزلازل، الموردين الذين ساهموا معنا من خلال موافقتهم على قبض شيكات مصرفية ثمن المواد المطلوبة للمشروع، انطلاقا من كونه مشروعا انسانيا”.
كما شكرت أيضا كلا من: “المحامي عبدو لحود على جهوده وسهره على القضايا القانونية المتعلقة بملف المستشفى والمهندس اسعد كيروز على متابعته للملفات التي تطلبها هذا المشروع”.
 
وتوجهت الى اهالي قضاء بشري قائلة: “ألف مبروك، لأنه سيصبح عندنا مرفق صحي عام يليق بكم وبالمنطقة، وسيصبح جاهزا للعمل- ان شاء الله- في الاول من نيسان سنة 2023.
إن تأهيل وتجهيز مبنى انطوان الخوري ملكة طوق – بشري الحكومي، سيزيد أضعاف قيمته المادية، ورحم الله نفس انطوان الخوري ملكة طوق، فهو الآن في عليائه مرتاح لأن حلمه قد تحقق”.
 
وقالت: “في هذا النهار التاريخي بالنسبة لنا ولأهلنا في قضاء بشري، الذي تحقق فيه حلمهم بعد انتظار دام 41 سنة، لا يبقى سوى أن ندعوا معا بالخير والتوفيق لكل من ساهم في انجاز هذا المشروع، ونحن واثقون من أن دعاءنا مستجاب عند الله”.
 
وخلال اللقاء، تمنت جعجع على النقيب حلو، ان تكون شركة “أبنية ” وكما عودتنا في مشروع “بيت الطالب الجامعي” في ضبيه، ساهرة على جودة العمل والدقة في تنفيذ هذا المشروع بحسب دفتر الشروط، على أن تبدأ الأعمال في الاول من شهر نيسان 2021، وتنتهي بعد سنتين في الاول من شهر نيسان 2023، لما لهذا المرفق العام من حاجة ملحة وضرورية في قضاء جبة بشري خصوصا ومحافظة الشمال عموما.
وللحافظ على الشفافية كما في اي عمل تقوم به “مؤسسة جبل الأرز”، فقد عينت النائب جعجع لجنة لتمثيل المؤسسة لمتابعة الاعمال، وضمت المهندسين: نديم سلامة واسعد كيروز. وتمنت على الاستاذ سمير الخطيب القيام بواجباته كاستشاري على افضل ما يكون.
 
 
اما النائب جوزاف اسحق، فقد عرض المراحل التي مرت بها تحضيرات العقود والدراسات الهندسية والفنية، والصعوبات المالية والنقدية والتقنية، التي واجهت المشروع ومنها:
 
“اولا: تأمين المبلغ المطلوب في شهر نيسان سنة 2020، لاتمام المشروع، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، ووجود جائحة “كورونا”، والتي كانت كلفته حسب الدراسات الاولية تبلغ مليون وثلاثمائة الف دولار أميركي.
ثانيا: تراجع القيمة الشرائية للودائع في المصارف الى أقل من 40 بالمئة من قيمتها الفعلية.
ثالثا: كشفت الدراسات الفنية التي اجريت للبنية الخرسانية للمبنى، انه بحاجة الى تدعيم، خصوصا وانه مر على تشييده 41 عاما، ليتطابق مع شروط السلامة العامة ومن اهمها مقاومة الزلازل، وستبلغ كلفة التدعيم نحو خمسمائة وخمسة وثلاثون الف دولار أميركي.
رابعا: المفاوضات التي اجريناها مع الموردين من اجل قبول استلامهم أكبر نسبة ممكنة من مستحقاتهم بموجب شيكات مصرفية.
خامسا: تأمين المبلغ الإضافي اللازم بعد ان أصبح المتوجب على المؤسسة لإتمام المشروع أن تدفع نقدا أكثر من 40% من قيمة المشروع أي مليونين وثلاثمائة الف دولار أميركي”.
 
 
ثم ألقى المطران النفاع كلمة قال فيها: “في الوقت الذي يمر فيه، لبنان في حال من الجمود، تظهر منطقة بشري امام الجميع ان بلدنا لا يزال قابلا للحياة. نحن تحت أرز لبنان، ومعك يا سعادة النائبة ستريدا جعجع تمكنا من تحقيق هذا المشروع الكبير بالتعاون مع كل الخيرين الموجودين معنا في هذا اللقاء، لذلك يجب ان تكون منطقتنا علامة أمام كل اللبنانيين ليعرفوا أنه يوم تتضافر كل القوى وتصفو النوايا، ونفكر جميعنا بوطننا، لا يعود لبنان بحاجة الى أحد”.
 
واعتبر أن “لبنان اذا كان في أزمة اليوم، فالسبب هو نحن، وليس الآخرين، فنحن لسنا أهلا لهذا الوطن، لذا نتمنى من عمل اليوم ان يكون مثالا ودرسا لكل المسؤولين في البلاد، فلبنان بلد قابل للحياة، اعملوا من أجله، فتسير الأمور كما يجب، باعتبار أن كل الخيرين الذين وضعوا أموالهم وجهدهم، مستعدون لوضع كل امكانياتهم من أجل هذا البلد شرط أن يثقوا به”.
 
وتوجه المطران بالشكر لنائبي منطقة بشري جعجع واسحق، قائلا: “في وقت يعيش شعبنا أزمة كبيرة، ولا يعرف كيف سيكمل حياته، معكما ومع كل الخيرين سنؤمن لهم استشفاء على مستوى مشرف ومجاني أيضا، الأمر الذي يدل حقا عن أن الدولة هي حقيقة في خدمة المواطن عندما نعتني جميعا بها وندعها تؤمن لشعبها ما يجب ان تؤمنه”.
وختم كلمته قائلا: “لبنان وطن مثال امام جميع العالم وسيبقى بوجود كل الخيرين، اللهم ان نضع ايدنيا بأيدي بعض من أجله”.
 
 
بدوره، تكلم نقيب المقاولين، وشكر جعجع واسحق على هذا المشروع الكبير، وقال: “لو كان كل شخص في لبنان يقوم بواجباته كما يجب لما وصلت البلاد الى ما هي عليه، باعتبار أن الشأن العام هو الإهتمام بالمصلحة العامة، التي تعني الإهتمام بالمواطن وبسلامته وصحته ومستقبله”.
 
ولفت إلى أنه “لو كان كل نواب لبنان يتمثلون بحضرتك سعادة النائب جعجع وبأداء النائب اسحق، لكان بلدنا بألف خير. ولكن للأسف إن المصلحة العامة في لبنان تحولت الى مصلحة خاصة، وندر الذين نذروا أنفسهم للمصلحة العامة فهم مستمرون بالعمل خدمة للمصلحة الخاصة”.
 
وقال: “منذ سنتين قمت بزيارة الى منطقة الأرز بعد انقطاع دام حوالى العشر سنوات فتعرفت الى منطقة جديدة، لم أكن أعرفها من قبل بالرغم من أنني سرتها مرارا وتكرارا في السابق، فقد انقلبت في هذه المنطقة المعايير من الطرقات الى الشبكات الموجودة. فالإنماء الذي حصل في منطقة بشري نتيجة دور النائب الناجح. ولو كان كل نواب لبنان يقومون بالعمل الذي تقومون به أنت والمهندس جوزف اسحق لكان وضع لبنان بألف خير”.
 
أما بالنسبة لموضوع المستشفى، فاعتبر الحلو أن “هذا مشروع إنساني”، قائلا: “العمل الذي تقوقمون به في منطقة بشري اليوم هو عمل جبار من أجل مستقبل بشري ومنطقتها، ومن أجل مستقبل كل الأهالي فيها فهم بحاجة الى مستشفى، والمستشفى الحكومي يعالج بستمرار معالجة جيدة وصائبة”.
 
 
من جهته، توجه الخطيب الى النائبة جعجع بالقول: “أنا أعتبرك نموذجا للسيدة الصالحة الفاضلة والمعطاءة”، والى النائب اسحق: “كل الإحترام والتقدير لمتابعتك موضوع المستشفى بمهنية عالية”. وتابع: “لبنان سيبقى سيبقى سيبقى منارة للشرق ومنارة عالمية، فلبنان لن يموت طالما فيه شعب مؤمن بوطنه ويضحي في سبيله، وطالما فيه أمثالكم”.
 
أما ممثل وزارة الصحة فقال: “نحن أبناء الرجاء ولا نموت مهما اسود الأفق في وجهنا لأنه في نهاية المطاف سيسطع النور طالما أن هناك أشخاصا أمثالكم، وطالما هناك أياد بيض سنبني، وكلما تعثرنا سننهض مجددا. هكذا كنا وهكذا سنبقى، وإن شاء الله سنترك لأولادنا من بعدنا بلدا خاليا من الفاسدين”.