الإنتقائية الامريكية… والكيدية السياسية…

عندما كانت العقوبات على الرئيس العراقي ومنظومته يدفع ثمنها الشعب العراقي! كانت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تعي انها تعاقب شعب بأكمله وقد أضناه الجوع  واصبح الفقر يطرق ابواب العراقيين! بعدما اوغل الدولار ذبحا بالدينار العراقي….

ما اقرب اليوم بالبارحة….

ففي لبنان اليوم لا ننكر ان الازمة الاقتصادية هي نتاج سياسة ثلاثون عاما من الهدر والفساد والسرقة….

ولا ننكر ان المنظومة التي ركبت بعد اتفاق الطائف وسياسة الانفاق كان لها الدور الرئيس في استنزاف موارد الدولة…

كذلك لا بد لنا هنا ان نشير للريعية في الاقتصاد واعتماده على العطاءات والهبات التي طالما استنجد بها مسؤوليها منذ انطلاقة ما يسمى ورشة اعمار لبنان بعد الحرب الاهلية، التي دمرت خلالها البنية التحتية لبلد لا زال يصارع مفاعيل تلك الحقبة، وما لها من تقويض لاقتصاد ينوء تحت حمل مليارات الدولارات، والتي انفقت وأهدرت….

بالعودة الى الحصار الاقتصادي والذي يعلم القاصي والداني بأنه يستهدف فئة معينة، لكنها تعاقب شعب كامل! نتيجة الكيد السياسي، وممارسة الشمولية في تركيع شعب من خلال لقمة العيش!!

فكما العراق اليوم لبنان الآن يدفع الثمن مرتين:

الاولى: هي قدر هذا البلد ان يدفع فواتير الجغرافيا وقرار المواجهة…

والثانية: وجود نظام هليوني لا يقوى على مقارعة رياح الحصار…فالعقوبات التي تأتي تباعا من خلال وزارة الخزانة الاميركية هي بمثابة سيف مسلط ورسائل سياسية تضع لها قواعد حسب البوصلة التي تتوجه اليها، ومسارها يهدف الى الضغط اكثر على جهات كان لها الكثير من المحظيات والنفوذ….

واخرها تلك التي وجهت الى رئيس التيار الوطني الحر…

من خلال ما يستشف وحسب معلومات مسربة، فإن هذه العقوبات اتت لتكمل مسار يستتبع، لإدراج اشخاص آخرين على اللائحة وهي بتعاون وتنسيق مع الفرنسي، بعدما اصبحت المبادرة الفرنسية في حكم المجمدة…

حسب احد المقربين من الاليزيه، هناك امتعاض كبير للمماطلة في تأليف الحكومة، والشروط التي اصطدمت بها المبادرة…

وكانت هذه الخيارات قد سربت من خلال قنوات سياسية للمسؤولين في حال تم التقاعص عن اتمام شروطها، وحسب المبادرة ومنها تأليف حكومة الاختصاصيين التي تبناها الحريري واوكلت اليه في ظروف يعلم الكثير مدى صعوبتها! لا بل استحالتها…

هنا اصطدم الحريري وهو الضليع بسياسة المحاصصة وال ٦×٦ مكرر، الذي كان من احد عرابيها واعمدتها منذ القريب!

ولكن قد استدرج وبضمانة فرنسية كي يأخذ هذه المبادرة بصدره!!

هنا….

لن تنفع كل العقوبات في اسقاط صدام ولكن عانى الشعب العراقي وافقر…

واليوم العقوبات الاميركية هي بمثابة تقليم اظافر لا اكثر ولا اقل ان لم تعي ان سياسة النكد والمحاصصة لن تجدي نفعا مع التركيبة اللبنانية الفريدة….

وستعقد الامور اكثر فأكثر…

والاصرار على الحصار سيخلق فوارق طبقية كارثية في المجتمع اللبناني!

ناهيك عن خنق شعب بكامله….

الصحافي سعد فواز حمادة ميدان برس