لبنان بين العداء لاميركا والرضوخ لايران

اللبنانيون محرومون من الأمن والاستقرار، والتمتع بثرواتهم، وحقهم في الحياة والعيش الكريم بسلام كبقية شعوب العالم، إلى أن تزول إسرائيل من الوجود؟ ، وحل القضية الفلسطينية؟ وهل هذه الحلول عملية قابلة للتنفيذ؟ وكيف يمكن للبنان أن يحارب ببسالة لتحرير فلسطين وزوال إسرائيل، وهو مريض في غرفة الانعاش بسبب تركة ثقيلة خلفتها احزاب الامر الواقع من سرقة وفساد وحروب عبثية تدميرية اودت بنا مليون سنة الى الوراء، واطماع دول الجوار عليه وتفتيت شعبه؟

أليس من الحكمة أن يهتم اللبنانيون بمصلحة وطنهم أولاً، وبناء الركائز الاقتصادية، والبنى التحتية قبل كل شيء، ومن ثم يهتموا بمصلحة الآخرين؟كل المبررات التي يعيدها علينا أعداء أميركا في معاداتها هو أن تاريخ الاخيرة مجرم ومدمر، فهي عملت ما عملته في فيتنام ، وكوبا، إلى آخر الاسطوانة المشروخة المملة، ويهملون الجانب الآخر الإيجابي في الدول التي وقفت مع أميركا، كاليابان وكوريا الجنوبية وعشرات غيرها، حيث باتت من أقوى الدول المتقدمة اقتصادياً وحضارياً، بينما الدول التي وقفت ضدها اصبحت خرائب وأنقاض مثل ليبيا واليمن، وسوريا ولبنان، وكوريا الشمالية، والسودان، فهؤلاء يريدون نفس المصير للبنان.

وعندئذ ليواصلوا هجومهم عليها ويقولوا: ألم نقل لكم أن أميركا مجرمة تريد تدميرنا؟أيها السادة أنتم تدفعون بها لتدمير لبنان بدلاً من الاستفادة منها. ألم تقل الحكمة: ألف صديق ولا عدو واحد؟.

اما إيران فتريد سيطرة ولاية الفقيه على شيعة المنطقة، وعلى الشعب سيطرة كاملة، وصولاً الى لبنان لربط مصيره بإيران التي تسير نحو الهاوية .

خلاصة القول، لا نريد معاداة إيران، فإيران دولة مجاورة، لنا معها روابط جغرافية، وتاريخية، ودينية ضاربة جذورها بعمق لآلاف السنين. ولكن نريد أن تكون هذه العلاقة مبنية على الندية، والمصالح المشتركة، وعدم التدخل في الشأن الداخلي.

بينما إيران الآن تتدخلفي كل صغيرة وكبيرة، وحتى في اختيار من يحكم، وتشكيل الحكومة اللبنانية، وربطها واسر مصيرها حتى موعد الانتخابات الاميركية، و تريد أن تفرض على لبنان معاداة الدول العظمى، حتى فرنسا احرجتها واخرجتها بمبادرتها لانقاذ لبنان.

فالذين يدعون لبنان إلى معاداة أميركا، ومواجهة دموية محسومة النتائج، وربط مصيره بإيران ، لا يدركون تبعات هذه السياسة الخطيرة القصيرة النظر، لذلك ندعوهم إلى إعادة النظر في مواقفهم بتروي، ودون انفعالات وتوتر وتشنج، وإطلاق العبارات الجارحة، وكيل الاتهامات الجاهزة بالعمالة لأميركا وإسرائيل لكل من لا يوافقهم على مواقفهم التدميرية.

فهذه الاتهامات أصبحت مضحكة، وشر البليلة ما يضحك، وهو سلاح العاجزين.

المصدر: شادي هيلانة