الثوار يتحضرون لإحياء ذكرى ثورة ١٧تشرين…

١٧تشرين٢٠١٩ كان الأمل بأن تحقق هكذا ثورة الكثير الكثير من طموحات شعب أراد الحياة ولكن ما استجاب له القدر …
كان الأمل أن تأتي أول ذكرى لهذه الثورة إحتفالاً بالإنتصار ولكن لم ينتصر الشعب بل هزم وهزيمته مدوية …
الشعب اراد إسقاط النظام الطائفي وبناء دولة مدنية بعيدة عن الطوائف والمذاهب اراد أن يكون موظفي الوطن اختصاصيين ببناء الوطن …
الشعب طالب بمحاسبة الفاسدين.. بقضاء مستقل طالب باستعادة أموال الوطن المنهوبة طالب أن يكون المواطن مواطناً يقوم بواجباته والدولة تقوم بواجباتها تجاهه ولكن خاب الأمل بالتنفيذ …
نزل الشعب الى الساحات مثبتاً لكل من فرقه باسم الطائفة والمذهب أنه شعب واحد مواطن في وطن وإن كلمة تعايش لا تليق بشعب متحضر مثقف يفهم أن المواطن يكون إنسان في وطنه وكلمة تعايش تستعمل للحيوانات المختلفة نزل الى الشارع ليقول للعالم أن الإنسان ليس فئة ورقم في وطنه بل هو مواطن في وطن له حقوق وعليه واجبات فقط لا غير ولكن ما من أحد إستمع …
بعد مرور سنة النتيجة هي : تبين أن الثورة كانت فورة لا أكثر ..
قبل ١٧تشرين كان هناك مجموعات مناضلة قليلة ولكنها صافية وطنية بامتياز تقوم من حين لأخر بتحركات مطلبية محقة بأعداد قليلة ولكن صادقة موجوعة محاربة للفساد وضد كل الفاسدين ..
بعد فورة ١٧تشرين زادت المجموعات ولكن أضاعت هدف الشعب أخذت الشارع من مطالب وطنية معيشية إلى مطالب اقليمية سياسية وأعادت الشوارع لطوائفها ومذاهبها وحتى إلى أحزابها بعد أن انتفضت لأجل أولادها ومستقبلها .. اليوم هذه المجموعات الجديدة التي انبثقت من أحزاب مختلفة تتفاوض على الوطن باسم الثورة وبتخطيط مع من دمر الوطن للأسف … …
للثوار أقول الشعب الذي نزل إلى الشارع موجوعاً مطالباً هو ليس بمنتسب لأي مجموعة ولا ينزل بدعوة من أي أحد هو أنزلته أوجاعه المعيشية ولكنه خذل ما قبل ١٧تشرين ليس كما بعده صحيح .. وما قبل ٤آب ليس كما بعده صحيح ايضاً لقد صمت الشعب خذلاناً واحباط ما عاد له لا حيل ولا قوة ليتكلم ..
هكذا تصمت الشعوب بالتجويع والتفقير والقتل اليوم ما عاد للشعب أي أمل بالحياة في هذا الوطن المدمر إقتصادياً ..وأمنياً .. ومعناوياً إلى الجحيم سائرون بل بالجحيم أغلبنا يعيش ولكن مازال هناك أمل ولو ضئيل أن ينتفض عبيد المنازل لأن عبيد الحقل هد حيلهم …!
للثوار الحقيقيين أقول : الثورة فكر وليست عضلات …
لا تقتبسوا من أي ثورة في العالم ثوراتهم لأن لكل بلد خصوصياته ولكل وطن تجاربه…
خصوصيتنا في لبنان التعددية بالعقائد والتوجهات … وتجاربنا في لبنان أثبتت أن العضلات والحروب مدمرة بدون نتيجة أما السلمية تدمر أمراء الحروب بسلميتنا نستعيد الوطن بسلميتنا نهزم مصاصي الدماء بسلميتنا نقلب السحر على الساحر وبداية ١٧تشرين ٢٠١٩ أكبر دليل على ما أقول ..!
على أمل أن يستفيق الشعب ويكون للبنان عيد الثورة لا ذكرى ثورة وقريباً قريباً … ليبقى الأمل في قلوبنا مادمنا على قيدها نعيش …
مارسيل راشد ميدان برس