الغربة في الوطن أصبحت أكثر غربة علينا …

غرباء عن وطن نعيش فيه نبحث عن ذاتنا عن حياتنا التي سلبت منا ونحن احياء …
غرباء عن حياة لن نتأقلم معها لا بفقرها ولا بذلها،نبحث عن الرحيل عنها بأي وسيلة كانت المهم ان نبتعد ان نتغرب عن هكذا حياة غريبة …
في وطن السلام اصبح الموت في كل مكان …في وطن الجنة اصبحت نار جهنم تشتعل من كل مكان فيه وطن الحياة سرقوا منه الحياة ما عاد ينفع لا اغنية بكلمات اسطورية ولا لوحة رسمت بالوان البحر والسماء …
لبنان هكذا كان حلم لكل من احب الحياة ..
اما اليوم فأصبح الحلم الوحيد الرحيل عنه الى اي مكان لاننا لن نتأقلم بهكذا وطن …
ما اوصل الوطن الى ما هو عليه اليوم الا التأقلم …المواطن اللبناني هو السبب الاساسي في تدهور وضع البلد .. بتأقلمه دمر كل ما كان …
بالسبعينات بدأت الحرب وبدل من ان ينتفض الشعب على من يقتله بالحديد والنار تأقلم وانقسم عدة فرق وبدأ مواطن يقتل اخر .. والاخر يجر اخر الى ان اصبح عند فريق الضحية قتيل وشهيداً عند فريقه والحقيقة جميعهم ضحايا لزعماء وما من شهيداً لاجل الوطن …
بالتسعينات الى الالفية الثاني رحلة الموت في عز السلام او ما سمي بالسلام ولم يكن يوماً الا استسلام لسياسة خارجية شيطانية فنحن ليس لدينا سياسة داخلية خاصة ولا خصوصية لهذا الوطن … بدأت بنفس الاشخاص رحلة التفقير والتجويع والانقسامات استمرت ولليوم لازال الوطن منقسم على بعضه البعض والبطالة بتزايد يومي والفقر مصير المواطن وابادة جماعية بدأت بمراحلها الاولى ولليوم ورغم الوجع هناك من يتأقلم ولكن نحن لن نتأقلم راحلون الى اي مكان غير هذا المكان …
الشعب مصدر السلطات وهكذا شعب يولى عليه كما يكون اما نحن لن نكون لا زاحفين ولا متوسلين ولا مذلولين سنرحل وبالقلب حاملين صورة وطن ذات يوم كان وطناً اما اليوم فعليه الرحمة والسلام …
ايها الشعب المتأقلم بكل ما هو غير طبيعي حاول ان ترى الحياة الطبيعية للانسان من حقك الطبابة من حقك التعلم من حقك ضمان لشيخوختك من حقك الكهرباء ٢٤/٢٤ من حقك بيئة نظيفة من حقك ان تعيش كما انت تريد لا كما يفرض عليك .. من حقك ان تغني ان ترقص ان تلبس ان تعمل ما ترغب ضمن القانون وليس كما اي احد يفرض عليك ان تكون …هكذا هو لبنان بلد الحياة الديمقراطية بلد الحريات الشخصية كان …
ماذا فعلتم بلبناننا …؟
بتأقلمك بكل ما هو غير طبيعي للحياة دمرت الوطن ايها الشعب الذي كنت عظيماً …!
مارسيل راشد : ميدان برس