المعركة حامية بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة وإيران من جهة اخرى، مع ما تحمله العديد من الدول من مواقف مُتقلبة أو مُبهمة إلى حدّ ما وبغض النظر عن اللعبة الفرنسية التي يقودها الرئيس “إيمانويل ماكرون” الساعي إلى تثبيت دور بلاده في المنطقة وإستعادة الدور الذي فقدته “الأم الحنون” خلال السنوات الماضية، كما ان ايران تسعى إلى ترتيب أوراق المُفاوضات المُقبلة مع الجانب الأميركي، بإستعمال اخر ورقة لها على الساحة اللبنانية، ومن جُعبة الشعب اللبناني في عرقلة تأليف حكومة انقاذية، يلعبها الثنائي الشيعي الممثل ب “حزب الله” و ” حركة امل “.
يُصر النظام في ايران على إيجاد قاعدة مُتقدمة له على البحر المتوسط، هو لغاية اليوم لم يرَغير لبنان، بديلاً عن هذه القاعدة نظراً لقربه من إسرائيل.
وفي كل الاحداث، يظهر بشكل جلي، بأن الطرف الأضعف في هذه اللعبة أو على حلبة الصراع الإقليمية، هو لبنان الذي تعود منذ الأزل لكونه ساحة صدى لا ساحة فعل.
وهذه المسارات جميعها، تؤكد أنه في اللحظة التي يتفق فيها الجانب الأميركي مع الجانب الإيراني، يُمكن ان تتشكل حكومة لبنانية.
لم يتعب النظام الإيراني من الحروب والتدخل العسكري في شؤون الدول الأخرى، وإثارة البلبلة والقلاقل والفتن وتهديد الدول المجاورة وتبديد ثروة إيران على الميليشيات والتضليل والابتزاز وممارسة نشاطات لا تتعلق بمصلحة دولة إيران ولا شعوبها.
وخلال أربعين عاماً من الحكم، تحولت إيران إلى دولة منبوذة إقليمياً ودولياً، فلا توجد دولة واحدة في المنطقة تثق بها أو تطمئن إليها، لذلك احتاجت دول المنطقة جمعاء، إلى التسلح والتحالف في ما بينها ومع دول أخرى لحماية أنفسها من إيران وتدخلاتها.
وخلال أربعين عاماً، أصبحت إيران دولة تعج بالفقراء بدلاً من أن تكون دولة غنية قوية تسعى لخير المنطقة وشعوبها وتخدم مواطنيها وتقدم لهم الخدمات الأساسية.
يتوهم قادة إيران، أو يحاولون أن يوهموا الآخرين، بأنهم أقوياء وقادرون على إلحاق الهزيمة بالدول الأخرى.
ولو افترضنا أنهم قادرون على ذلك، وفرض المحال ليس محالا، فما هي مصلحة شعوب إيران في إيذاء الدول والشعوب الأخرى “والانتصار” عليها ؟النظام في إيران يتفرج على نزيفنا وخراب إقتصادنا كي يُقدم لمن يصدقه بضع مقاطع إعلامية عنوانها الدفاع عن لُبنان ومقدساته، وربما يكون الرابح الأكبر في موتنا ودمار مدننا وغموض مستقبل أجيالنا
اخيراً : ان الشعبين ” الايراني واللبناني” يستحقان نظاماً عصرياً ديمقراطياً يسعى لخدمة المواطنين ولا يفرض عليهم قوانين بالية وقيوداً ما أنزل الله بها من سلطان ويبدد ثرواتهما في حروب وتدخلات خارجية تجلب عليهما المصاعب والعقوبات الدولية.
المصدر: شادي هيلانة – Alkalima online