كتبت مريم سيف الدين في “نداء الوطن”:
يتواصل التفاعل مع قضية حرق الطفلة زينب الحسيني وهي على قيد الحياة بعد الاعتداء عليها جنسياً، بعدما كشفت “نداء الوطن” يوم الجمعة الفائت عن الجريمة المروعة والتي صدمت الرأي العام.
وبينما ينتظر والد زينب انتهاء التحقيقات ومعرفة تفاصيل أكثر عن الحادثة التي أودت بحياة ابنته بأشنع الطرق، تتحضر مجموعة من المحامين للتوكل عن الوالدين في القضية والادعاء ضد المتورّطين، باعتبار القضية قضية رأي عام وليست دعوى شخصية وحسب، وفق ما يؤكد لـ”نداء الوطن” المحامي واصف الحركة.
ويتجه الحركة اليوم لتقديم الدعوى التي سيكون قضاء الأحداث أيضاً طرفاً فيها.
في هذا الوقت، لم تهزّ الجريمة ضمير أيّ من المسؤولين، خصوصاً النواب الممثلين لمنطقة برج البراجنة التي وقعت فيها الجريمة.
إذ تعلو الاعتبارات العائلية والانتخابية فوق الحق، فمعظم المتهمين بالاشتراك بالجرم هم من الناخبين في المنطقة.
ويؤكد والد الضحية عاطف الحسيني لـ”نداء الوطن” أن لا أحد من السياسيين اتصل به ليعبّر عن تعاطفه، “فالقضية لا تهمهم فهم يهتمون فقط لمراكزهم”، يقول الوالد المفجوع.
ووفق الحسيني جرى توقيف 5 متهمين بينهم فتاة حتى أمس. وفي حين لا تزال القضية رهن التحقيقات الجارية، يجدّد الوالد خشيته من الضغوطات السياسية التي ستمارس على القضاء بعد إحالة الملف عليه.
ويشير الوالد إلى ضرورة معاقبة المجرمين خشية تكرار جريمتهم، مؤكداً: “في حال لم يعاقبوا سيكونون مثالاً لغيرهم الذين قد يقدمون على التمثل بهم، وستتكرر الجريمة”.
ويبدو أن التراخي الأمني في المنطقة والتساهل مع أصحاب السوابق قد ساهم في وقوع جريمة حرق الطفلة.
وفي اشارة إلى استعداده للمضي في السعي لمعاقبة المجرمين حتى النهاية يقول الحسيني :”روحي ليست أغلى من روح ابنتي ودمي ليس أغلى من دمها”.
يتخيل الوالد لحظات العذاب التي عاشتها ابنته قبل احتراقها وهي تتلوّع بين يديّ 4 رجال استفردوا بها واستضعفوها.
“في حالة ابنتي هناك أربعة بالغين قتلوا قاصراً، لم يملك أيّ منهم الرحمة. أخالهم يستمتعون برؤية إنسان يتعذب حتى الموت.
انهم معتادون على الجريمة وكأنهم يقدّمون قرابين للشيطان ومن غير المنصف تسميتهم بالوحوش فالوحوش أكثر رحمة”.
من جهته، يبدو الحركة حذراً بإعطاء المعلومات بانتظار اكتمال الصورة خوفاً من الاضرار بالتحقيق، وكذلك كي يتمكن من الاطلاع على كامل الملف. إذ توكل الحركة عن أهل الضحية أمس الأول، ويتوجه اليوم للتقدم بدعوى ضد جميع المتورطين.
ويشير الحركة إلى استمرار التحقيقات لدى أكثر من جهة. ولدى السؤال عما إن كانت القوى الأمنية جدية بالبحث عن الفتاة بعد الإبلاغ عن فقدانها، يجيب الحركة بأن”مفرزة الضاحية القضائية تحقق أيضاً بالقضية، وبدأت تحقيقها بالعودة إلى اليوم الأول لاختفاء الفتاة، وفي حال وجد اهمال سيظهر”.
وفي حين تقاد حملات شرسة تهدف لإنفاذ القتلة من العقاب أو التخفيف من العقوبة المتوقعة بحقهم، مرة بحجة أنهم كانوا تحت تأثير مخدر، وأخرى عبر اتهام طفلة قاصر بالمسؤولية عن افتعال إشكال، ومرة ثالثة عبر الحديث عن التفكك الأسري، يؤكد الحركة أن القتل المتعمد واضح في هذه القضية، “كما تستخدم القصص لحرف الأنظار عن الواقع الإجرامي الذي حصل.
الجريمة ارتكبت بإرادة واضحة للوصول للنتيجة، والفعل مرتبط بالنتيجة بوعي”.