طرابلس المدينة المنكوبة من اكثر من ٣٠ سنة ، المدينة التي لم يسأل عنها لا نوابها و لا غيرهم منذ مدة طويلة ، المدينة التي طالمّا كانت منطقة لتوصيل رسائل سياسية المدينة التي كانت و مازلت مصبوغة بلون الإرهاب ، اليوم هي مهددة بالانفجار.
منذ زمن و اليوم أكثر طرابلس مهددة بانفجار بيئي من الممكن أن يقضي على المدينة صحيًا ، فبعد انفجار أو كارثة بيروت العين تتجه الى طرابلس و الى جبل النفايات الذي يُزين هذه المدينة التي لا يسأل عنها لا القريب و لا البعيد ، لا المسؤولون عنها و لا من يكتبون إسمها بأسطر مقالاتهم معتبرين أن ذكرها بكلمات لطيفة من الممكن أن يُزيل عنها الصبغة التي طبعتها دولتنا الكريمة طيلة هذه السنين.
أمّا المسؤولين و المعنين لم يتعلمو من أخطائهم حتى الآن ، فبعد كارثة بيروت التي أسقط ضحايا و جرحى بالآلاف ، ها نحن ذا نتحضر لكارثة بيئية من الممكن أن تكون مشابها لكارثة بيروت من حيث الضحايا ، المسؤولين الذين وضعوا في العاصمة الأولى قنبلة موقوته ، يتركون اليوم قنبلة موقوته في العاصمة الثانية عبارة عن جبل نفايات ضرب رقمًا قياسيًا عالميًا بعلو ٤٠ مترًا على مساحة ٦٠ ألف متر مربع ما جعله أعلى جبل نفايات في مدن الحوض المتوسط.
هذه القنبلة الموقوته التي تحملها العاصمة الثانية على مرأى من أعين الجميع لم تعد تُحتمل و خاصة أن انفجارها يهدد بكارثة بيئية حقيقية ، و معمل الفرز الذي لا يستطيع تلبية حاجة المدينة و يحتاج الى تجهيزات اضافية لمنع انبعاث الروائح الكريهة في أرجاء طرابلس و خصوصًا خلال فضل الصيف ، لم يفكر أي نائب من نواب المدينة في تبني هذا المشورع (أي المعمل) في ظل الغياب التام للدولة اللبنانية و وزارة البيئة المتعاقبة.
معمل الفرز في طرابلس يحتاج الى تحديث ، و بحاجة الى معداة متطورة و الى توسيع ليستطيع تلبية حاجة المدينة ، و جبل النفايات المهدد بالانفجار يجب ازالته في اسرع وقت ممكن قبل أن ينفجر ،فمن المسؤول اليوم عن طرابلس ! و اين نواب هذه المدينة المنكوبة ! و من المسؤول عن ارواح اهلها..
اليوم و عبر هذا المقال أهالي طرابلس يناشدون جميع المعنين و جميع أبناء المدنية لايجاد حل سهل و سريع للكارثة التي تهدد بيوتهم و أرزاقهم ، فلمّ يعد الطرابلسيون يحتملون أكثر مما تحملوه من هذا الدولة
سعيد كبة ميدان برس