في قراءةٍ للأحداثِ الّتي حدثَت في لبنان منذ أسبوعٍ بدءاً من الإنفجارِ المُزلزلِ في بَيروت وما تبِعَه مِن مواقِفٍ عالميَّةٍ ومحليَّةٍ ومن أعمالِ شغبٍ واقتحامٍ للوزارات وما رافقَ ذلك مِن أعمالِ تخريبيّةٍ نجدُ أنّ كُلَّ ما حصلَ كانَ مُدبَّراً له وضُمن خطّةٍ مرسومةٍ أضحَت في فصولِها الأخيرةِ.
إنّ ما حصلَ في مرفأ بَيروت يندرجُ تحت العنوانِ *”عملٌ تخريبيٌّ بامتياز”* وهوَ زلزالٌ أصابَ لبنان على جميعِ الصُّعدِ الإجتماعيّةِ والإقتصاديّةِ والمعيشيّةِ والأهم من كُلِّ ذلك على الصعيدِ السّياسي، فقد شُرِّعَ الوطنُ على الخارجِ مدعوماً مِن الأبواقِ الداخليّةِ الّتي لم تكُن يَوماً يعنيها الوَطنَ سِوى ساحةً للأجنداتِ الخارجيّةِ الّتي تُساهمُ في تقويضِ السّيادةِ والشرعيّةِ.
في مُعظمِ دُولِ العالمِ عند أيِّ كارثةٍ تتوَحّدُ كُلُّ الجهودِ لتخطّي الكارثةِ وتضعَ الأطرافُ المتناحرةُ خلافاتها جانباً أمّا في لبنان فكانت الكارثةُ فُرصةً للتشفّي الكَيديِّ وللمزيدِ من الإنقسامِ الداخلي وهذا إن دلَّ على شَيءٍ فهوَ مدى الإسفافِ لدى طبقةٍ من السياسيّين وانحدارٍ على المستوى الأخلاقي في التعاطي مع الأزمات.
والسؤالُ الّذي يطرحُ نفسَه: *”هل ما حصلَ في مرفأِ بَيروت حادثٌ عرضيٌّ أم فِعلٌ مُدبّرٌ يرمي لإنهيارِ الوطنِ كاملاً أمامَ الإملاءاتِ الأمريكيّة وأذانبِها؟”*لن نستبِقَ التحقيقَ ولكن ما مِن عاقلٍ وأمامَ ما جرى مِن أحداثٍ متتاليَةٍ إلّا أن يُفكِّرَ بنظريّةِ المؤامرةِ المُدبّرةِ الّتي تهدفُ لضربِ العهدِ وما نشهدُه مِن مواقِفٍ داخليّةٍ واستقالاتٍ نيابيّةٍ وحكوميّةٍ تصبُّ في تعميقِ الأزمةِ.
هذا الحدثُ الجلَلُ كانَ يفترضُ بكُلِّ القِوى أن تتَوحّدَ وتتكاتفَ لا أن تتهرّبَ من تحمّلِ المسؤوليّةِ الوطنيّةِ المُفترضةِ وأن ترميَ الإتهامات جزافاً أو أن تخضعَ لضغوطٍ تمارسُها حركاتُ الشغبِ التخريبيّةِ في الشارعِ.
ما جرى منذُ أسبوعٍ وحتّى الآن هوَ آخرُ صَولةٍ لِقِوى الباطلِ وستَفشلُ بإذنِ الله لأنّهم نسوا أنّ قِوى الحقِّ ما زالت مَوجودةً وأوراقُها قويّةٌ وستحمِلُ الأيّامُ المُقبلةُ إنفراجاً بإذنِ الله بفضلِ البصيرةِ عند الحريصين على هذا الوَطنِ وبفِعلِ الأيادي البيضاء الّتي بذلَت الغالي والنفيسَ وما زالَت تبذلُ للحفاظِ على كَينونةِ الوطنِ.
الاستاذ احمد حيدر ميدان برس