مارسيل راشد ميدان برس
غالباً رهجة العيد تكون معايدات وثياب جديدة وطعام وشراب وتبادل التمنيات عند من إستطاع وتكون حسرة ودموع ورجاء من الله عند غالبية من أوضاعهم صعبة وما سمحت لهم ظروفهم بجلب الثياب الجديدة أو حاجات العيد كالضيافة وغيرها ولكن من يحاول لبرهة التفكير برمزية العيد وما كانت الرسالة لنتعظ منها جميعنا فما من عيد يأتي إلا رسالة للشعوب أجمع ويتكرر في كل عام ليذكرنا ويوجهنا لطريق الصواب …
في البداية لنسأل السياسيين والمسؤولين في كل العالم وخاصتاً في لبنان ماذا يعني عيد الأضحى لكم غير معايداتكم للشعب بكلمات معسولة وأمنيات بالعيد وأنتم واثقون أن لا عيد لمواطنين أفقرتهم سياساتكم وأفعالكم وفشلكم بتحمل المسؤولية أنتم تعلمون أن دموع الحزن تسكن عيون أغلب أطفال لبنان والحرقة في قلوب أغلب أمهات لبنان والرجال أبكيتموها لأن حملها فاق حمل الجبال ..
ومع هذا وبكل وقاحة أو عن جهل تعايدونهم وتتمنون لهم الخير في الوقت الذي سلبتم خيرات هذا الوطن وأقفلتم أرزاق المواطنين فماذا تستنتجون إن فكرتم برمزية هذا العيد ..؟
هل تعلمون أن عيد الأضحى حرم الله التضحية بالإنسان وجعل من قصة النبي إبراهيم عبرة للإنسان أن لا يضحي بأخيه الإنسان فكيف ضحيتم أنتم بشعوبكم لأجل مصالحكم ..؟ كيف تعايدونهم بهذا العيد وأنتم ضحيتم بالمواطن والوطن ..؟
ولنسأل المواطنين ماذا أخذوا عبرة من هذا العيد غير ذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم بتباهي والغالبية بصور وفيديوهات تنشر عبر التواصل الإجتماعي ليخبر الكون أنه ضحى ووزع رغم أنه يوزع للأقارب لا للفقراء بالغالبية … ما هي الرسالة التي عليكم حفظها ..؟
هل تعلمون أن النبي إبراهيم أخذ إبنه ليضحي به لله بعدما كان الإنسان يضحي بأولاده للأصنام وعندها أرسل الله له خروف وحرم التضحية بالأبناء وكانت رسالة الله مهما كنت عظيماً لن تكون بعظمة الله ..؟
هل تعلمون أن النبي إبراهيم عبد الله بينما كان أبيه وأخوته يعبدون الأصنام ؟ النبي إبراهيم كسر الأصنام وأفهم الناس أن لا اله الا الله فماذا تفعلون أنتم اليوم هل تعبدون الله أم تعبدون جلادينكم ..؟ اتعظوا من العيد فلا تضحوا بالإنسان ولا تعبدوا إلا الله كفاكم جهلاً وإجراماً …!
العيد يكون كل يوم من حياتنا إذا كنا نعيش حياة تليق بالإنسان حياة كريمة بعيدة عن الذل والخضوع والتوسل للقمة عيشك فالحياة حق لكل إنسان أن يعيش فيها إنساناً معززاً مكرماً عليه واجبات ولديه حقوق توقف عن تمجيد غير الله أيها الإنسان .. واتقي الله أيها المسؤول في الناس ومن وكلك أن تتولى المسؤولية كي تسهل حياته بالقوانين لا أن تعقد حياته بفشلك وجبروتك وتتخطى كل القوانين حتى القوانين السماوية ..!
مارسيل راشد ميدان برس