أصبحنا جميعنا مجرمين بالتفكير…

مارسيل راشد ميدان برس

بعد كل ما يمر به الإنسان من ظلم وذل ودمار نفسي ومعنوي وصحي أصبح مجرماً نعم مجرماً في التفكير والحقد الذي أصبح يتغلغل في داخله حزناً وحقداً على المسؤولين الذين أوصلوا البلاد إلى ما هي عليه وأصبحت أوضاع المواطنين الإقتصادية عبئ لا يستطيعون تحمله بين ضرائب وغلاء في المواد الغذائية الأولية عداك عن مستقبلهم ومستقبل أبنائهم الغير منظور والغير مضمون خابت أمالهم وأحلامهم وأصبحوا مجرمين بعقولهم يدعون ويتمنون الموت لكل من كان السبب بذلهم وحالهم المدمر …

الا يستدعي حال الناس إلى صحوة ضمير من جميع المسؤولين فاسدين كانو أم فاشلين الا ينبغي أن يتنحى الجميع عن مناصبه ويسلم البلد للشباب الواعي المثقف المتخصص كي ينهض بهذا الوطن ويستعيد المواطن الثقة بوطنه وبنفسه ويسترجع أقله الحلم والأمل بالغد في وطنه دون التفكير بالهجرة منه بأي طريقة كانت حتى لو تخطى القانون وهاجر خلسة هارباً من ظروفه متمسكاً بكرامته ومستقبل أولاده ومن يضمن أن لا تمس كرامته ولا يخسر أكثر إن رحل إلى بلاد الإغتراب..؟

رحمتاً بالإنسانية وكي لا يصل الإنسان في وطني إلى دفن إنسانيته وكي لا يصبح المواطن شامتاً بالمرض متمنياً الموت لإنسان آخر مهما كان فاعلاً… كي لا نعيد أفكار الإجرام التي كان يفكر بها المواطن أيام الحرب الميلشياوية حين كان يتمنى أن يسقط الصاروخ في أي منزل كي لا يسقط في منزله كان لا شعورياً يفرح ويستريح إن رصاصة طائشة قتلت طفلاً غير أطفاله يشكر الله ويحمده أنها لم تأتي بجسد أولاده إلى متى سنبقى بوطننا لبنان نتمنى أن يحل الأذى على أي أحد كي لا يحل علينا ..؟

نحن شعب نحب الحياة ونحب الأخرين نحن شعب لسنا بمجرمين ولا عنصريين لدينا من الإنسانية ما يكفي العالم إن وزع ولكن ظروفنا التي نعيشها تجعلنا في مكان ما انانيين مجرمين بتفكيرنا نتمنى الخير لأنفسنا والشر لغيرنا لأن الخير في وطني أصبح قليلاً بينما الشر كثيراً وكبيراً وكأن الخير يأتينا فقط إن كان الشر من نصيب الأخرين ..!

وأخيراً لكل المسؤولين في وطني أقول : إرحموا من في الأرض كي يرحمكم من في السماء..!
مارسيل راشد ميدان برس