سجناء في الوطن ..

مارسيل راشد ميدان برس

نحن اليوم نعيش في لبنان حالة إحباط بكل ما للكلمة من معنى .. عاطلون عن العمل رافضين الذل متمسكين بالكرامة في وطن ما عاد لأصحاب الكرامات مورد رزق إما أن يتماشى مع الأوضاع المذلة إما أن يرحل عن الوطن ليبحث عن وطن يعيش فيه بكرامة ولكن حتى أن يخرج من الوطن أصبح من سابع المستحيلات خصوصاً إن كان معدوماً مادياً ..

وطني أنت فعلاً قطعة من روحنا ولكن يستحيل أن يعيش الإنسان في وطن يوجعه في كل آن يوجعه وجع وطنه ويوجعه أكثر دمار مستقبل أولاده حتى العلم لم يعد من الأولاويات في هذا الوطن كم من عائلة لن تستطيع أن تؤمن لأولادها المدارس أو أن تدخلهم الجامعات مع الغلاء الفاحش الحاصل والبطالة المتزايدة يومياً … ما هي الأولويات للإنسان أن يأكل ويشرب ؟ ومن قال أن الإنسان يعيش ليأكل نحن شعب نأكل لنعيش وليس الأكل هو أولاوياتنا …! أولاوياتنا الحياة بمعنى الحياة لإنجاز شيئاً في حياتنا لنترك بصمة في الدنيا قبل تركها لا أن نعيش ونموت دون أن نستمتع بالحياة وجمالها …!
اي بلد أصبح بلدنا ..؟
منبوذاً عالمياً متأخر بكل شيء لا كهرباء لا ماء لا مناخ لا بيئة لا عمل لا تاريخ حتى كل المعالم الأثرية يسعون لتدميرها حتى الإنسان دمروه نفسياً وصحياً حتى المشاعر التي يفترض أن تكون نعمة من الله أفقدوه اياها ماذا بعد ..؟

الإنسان في لبنان مدمر يفكر في الإنتحار معتقداً أن جهنم ستكون أرحم من الحياة ..
يتخلى عن الحياة مرغماً بعد أن فقد كل وسائل الحياة الكريمة ..
سعيتم لبناء الحجر فدمرتم البشر وما أهمية أن نبني حجارة على حساب الإنسان من قال أن الوطن يعني شجر وبحر وحجارة إن كانت كرامات المواطنين مسلوبة الوطن هو ان يكون الإنسان إنساناً معززاً مكرماً فيه .. من قال أن المسؤول يكون مسؤولاً عن إعمار الوطن دائماً..؟
هناك مسؤولين كثر في لبنان مسؤولين عن دمار الوطن وقتل البشر وسرقة الحجر في لبنان أصبح الإنسان سجيناً في سجن مساحته ١٠٤٥٢كلم٢ ولكن كل هذه المساحة لا تسع لحلم صغير هو أن يعيش الإنسان فيها إنساناً حراً محافظاً على كرامته ..
لم يعد أغلب المواطنين يؤمنون بمقولة ‘نيال اللي عنده مرقد عنزة بلبنان’ ولا حتى قصر في لبنان لأن ماذا ينفع الإنسان إن ربح مال العالم وخسر نفسه وكرامته ..؟

اليوم أغلب اللبنانيين يرغبون بالهجرة وما من سفارة تستقبل طلباتهم لذالك الاغلبية تقول وتطلب من العالم أجمع أن تفتح أبواب السفارات لهجرة اللبنانيين فكثر يريدون الرحيل ليس ليجمعوا المال بل ليعيشون فقط بمستوى بشر بكرامة فهم أصبحوا سجناء في هذا الوطن ..
مارسيل راشد ميدان برس