١٧ تشرين ٢٠١٩ التاريخ سيكتب ولن يرحم أحداً …

مارسيل راشد ميدان برس

فقط على عدد الأصابع كانو فعلاً ثائرون …هم فقط الموجوعين حتى الوجع من حكام وطن سرقوا من الوطن كل الوطن … هم القلائل الذين ثاروا وهم ثورتهم كانت قبل الثورة ومستمرة الى ما بعد الحياة …
ثورة ١٧ تشرين أعطت للمظلومين بصيص نور جعلت من أوجاعهم شعلة للثورة أمضوا شهوراً معتصمين تحدوا البرد والعواصف وتنشقوا الغاز المسيل فهم مدمنين حرية، وللحرية ثمن والثمن ليس رخيص، صمدوا رغم الفقر والجوع والعوز صمدوا على أمل أن يسترجعوا الوطن هؤلاء أكثر من خذل وأكثر من طعن وصدم عندما رأى كل فئة عادت واصطفت تحت جانح أحد الفاسدين #كلنيعنيكلن شعار تبناه جماعات الفاسدين باسم الثورة كل فاسد حقق مبتغاه على حساب الثائرين وباستغلال أوجاع الموجوعين …

الوطن لم يعد لهؤلاء القلائل الوطن لأشخاص محدودين سلبوا منه كل ما كان يربط مواطن بوطنه الوظائف، المستشفيات، المدارس، ضمان الشيخوخة، الضمان الاجتماعي، حقوق الأنسان، بيئته لوثوها إستملكوا بحره ودمروا بكساراتهم جباله برائحة النفايات والمجارير لوثوا رائحة الصنوبر والزيتون والارز رمز هذا الوطن سرقوا ودمروا واستملكوا كل شيء حتى البشر أصبحت بأمرتهم إلى ولد الولد سرقوا المستقبل كما سرقوا الماضي قبلاً سرقوا سنين عمرنا سرقوا منا الحياة. سرق كل شيء ما تبقى من هذا الوطن ولا حتى فتات وطن ليستمر المواطن فيه ولو قليلاً .

ما الذي سيربط من هو فعلاً صاحب حق بهذه الأرض ويجعله يحارب لأسترداد حقوقه وحقوق كل المواطنين حين يرى أن غالبية من أنتفض كان مسيراً كما جلاده أمره ولكن ليس خوفاً منه بل حباً به وطوعاً اليه هو يتسير كما جلاديه يريدون وبكل طيبة خاطر .
سلمتم الوطن وبعتم المواطنين بأرخص الثمن، بأوجاعهم حاربتم حتى حصلتم على ما أردتم، أنتم الأكثرية أنتم أتباع الظالمين لستم مظلومين بل أنتم الأكثر خطراً على المستقلين لأنكم إن تنشقتم كرامة وحرية تختنقون وتموتون، تأقلمتم على العبودية للزعيم تعبدون التباعية أنتم تتنشقون الذل إن حصلتم على الحرية يوماً تموتون عندها جوعاً وعطشاً للاستعباد .

هذا الوطن بفضلكم لم يعد وطناً فمبروك عليكم وطنكم المزرعة ودامت لكم جلاديكم فالأحرار من المواطنين لن يكونو يوماً تابعين سيتركون لكم هذا الوطن وسيرحلون إما في طائرة تعبر بهم لمكان يجدون فيه وطناً أما ب تابوت يقفل عليهم، غير مهم المهم أن يرحلون فأنتم كما أنتم ستبقون عبيداً مستعبدون أما المستقلون لا يشبههم هكذا وطن وعن كرامتهم لن يتنازلون .

مارسيل راشد ميدان برس