الأوطان مثل ال “puzzle” ان لم تضع القطعة في مكانها الصحيح لا تستطيع ان تضع قطعة أخرى وعندها لا تكتمل الصورة تبقى مفتتة غير مفهومة مبعثرة مفككة غير أن مكعبات كثيرة مع الوقت تضيع فتصبح الصورة إما مشوهة للأبد إما تتلف لأنها لن تصلح من جديد .
لبناننا لا يوجد فيه شيء في مكانه لا في السلطة ولا بين الشعب لهذا لا نستطيع أن نبنيه وطناً إن لم ننظم فيه كل في مكانه أي أن المحامي لا يكون مهندساً وطبيب الأسنان لا يكون طبيب قلب والمزارع لا يكون سنكرياً الخ … فكل إنسان يبرع في عمله أو إختصاصه وأي عمل نبرع فيه مهما كان نكون قد أنجزنا العمل بأبداع .
ونسمي الأشياء بأسمائها لا نزيد عليها فنجعل من الحبة قبة ومن التلميذ استاذ فرق كبير بين تحجيم الامور وبين تبسيطها بين تضخيمها وبين أن نعطيها حجمها
لا تبنى الأوطان إن لم نبدأ من اصغر عمل في الوطن لنصل لأعلى موقع فليستلم كل إنسان موقع يكون إما مهنته إما إختصاصه فكيف سنبني الوطن إن كان كل عامل أو موظف يأخذ العمل على حسب واسطتة وليس على كفاءته ؟
ودائماً هناك شيء ما أهم من الكفاءة إن كان التنافس بين سيدتين تأخذ الوظيفة الأجمل والألين وإن كانت المنافسة بين رجل وإمرأة فحتماً تأخذه المرأة وإن كان بين رجلين يأخذ الصديق ودائماً لا اعتبارات للكفاءة … وطبعاً نتكلم بالأغلب وليس بالمجمل
فكيف سنبني وطن إن تعدى كل إنسان على مصلحة الآخر …
كالشاعر يكتب شعراً وكل من كتب سطراً يصبح شاعراً والناشطين على التواصل يكتبون حادثة حدثت معهم فتصبح مقالاً وكل من كتب رأياً يصبح فيلسوفاً …
فلنتذكر المثل القديم الذي يقول “أعطي خبزك للخباز ولو أكل نصفه”
فلا تلخبطون في المكعبات حتى نستطيع إكمال الصورة …
صورة الوطن الذي نستحق العيش فيه مواطنين لا أكثر …