كيف سيغفر لنا الوطن ان خذلناه من جديد …؟

كنا ومازلنا نتبع احزابنا نختبئ خلف الطائفة والمذهب لنتفرق ونفرق بين بعضنا البعض نحن كشعب حارب سنين طويلة، قلة منها حرب مع العدو والكثير منها حرباً بين بعضنا بعضاً …

قتلنا وتقاتلنا وكل منا يحسب انه يدافع عن الوطن …استشهد الكثير وكل منا يعتبر ان شهيده هو الشهيد والآخر مجرد قتيل …
عشنا عمرنا وقبلنا اجدادنا وابائنا نميز ونتميز عن باقي اخوتنا في الوطن، قضينا العمر نخبر عن شهدائنا وقتلاهم وهم يخبرون عن شهدائهم وقتلانا وما بين شهيد وقتيل قتلنا الوطن الف مرة …!

وبعد ان مرت كل الأعوام بقساوتها ودمويتها تصالح من خلفنا وقاتلنا وهجرنا على دماؤنا ودموع الأمهات تصالح الجميع واتفق الجميع على المواطن والوطن تقاسموا وقسموا الشعب وتحاصصوا على الوطن …

هم تعلموا الكثير واصبحوا خبراء بأستيعاب غضب المواطن يعلمون متى يتصالحون ومتى يختلفون الاولى يفعلونها عندما يرون الشعب مختلفاً والثانية يفعلونها عندما يكون الشعب متحداً متفقاً …

سأتوجه للشعب كل الشعب اللبناني وأسأله …
اليس ابناء الفقراء من دافعوا عن هذا الوطن ،اليس انت يا ايها المواطن الفقير من تفلح الارض وتزرعها، الست انت من يبني في هذا الوطن ،الست انت الطبيب، والمهندس، والمحامي، والقاضي، والجندي الخ…؟
كيف لك ان تسمح بتدميره الم يعلمك التاريخ شيئاً …؟
الم تتعلم من أخطأ اجدادك وابائك أن بالخلاف مع بعضنا كلنا نخسر الوطن فعلينا ان نتحد لنبي وطن يكون وطناً لجميعنا، وطناً نعيش فيه مواطنين لا ارقام ولا فئات …؟

ايها المواطن الم تكتفي من ظلمهم وفسادهم … الم تكتفي من الذل بعد ، الم تمل حياتاً لا حياة فيها ..؟
آن الأوان لتقف وتتحد مع كل مواطن جائع، موجوع، مظلوم، اليوم انت واولادك مهددين بالجوع والموت، مهددين بالتشرد على ابواب السفارات لتشحذ وطناً …؟

اليوم معركتك اسهل من اي معركة خضتها لأجل أن يبقى الوطن ، يكفي أن تنتفض على الظلم والظالمين، يكفي أن لا تعترف بأله الا الله وأن لا تؤمن الا بالحق، يكفي أن تتخلى عن من جلدك، وجوعك، وجعل منك مذلولاً له لأجل ابسط حقوقك لتستعيد كرامتك، ومستقبل أولادك، كف عن الدفاع والخضوع والتصفيق وحماية من أوصلك الى ما أنت عليه اليوم، هم من يسرقون مستقبل أولادك ويسعون لتهجيرهم إلى غير وطن .

خذل وطننا مرات فلا تخذله هذه المرة…!
اليوم مصير الوطن ومصيرك أنت ومصير أولادك متوقف على موقف شجاع منك، تأخذه بضمير وإنسانية فما عاد لك خيار الا أن تكون مواطناً يعيش بكرامة او تعيش ما تبقى من حياتك ويعيشون اولادك مستقبلهم مذلولين خاضعين ويقسم الوطن القرار لك هل ستنتفض ام ستخذل اولادك والوطن …؟
لن يغفر لك هذه المرة الوطن ولن يسامحك أولادك إن فضلت عليهم لصوص هذا الوطن …!
مارسيل راشد ميدان برس