هاجس الخوف الذي يعيشه اللبناني اليوم ما بين المجاعة وبين الهجرة حيث ان الازمة الحالية ليست بازمة واحدة انما بعدة ازمات متتالية والاتي ربما يكون اعظم واصعب واخرهم الازمات القلبية حيث ان كل أب و أم إن لم يجدوا قوت يوم اطفالهم من الارجح أن يصلوا الى الازمة الاخيرة وهذا واضح للجميع من خلال سياسات متعاقبة وسوء ادارة في كل المشاريع التى ساهمت في افقار هذا الشعب لاعادته الى عصر ما قبل التطور والحضارة. سياسات عملت وجاهدت كى لا تعمل رغم شعارها نعم للعمل وسنعمل سويا وسنكافح لاجل خلق فرص عمل ونتيجة لهذه السياسات اصبح المواطن جالس بدون عمل ينتظر ارزاقه من المحسنين والمتصدقين وبعض الاعانات ان اتت وتفكير الجميع في الهجرة وترك الوطن
نريد وطناً تحكمه الانسانية وليس وطناً تحكمه الطائفية والعنصرية نريد وطناً ان استيقظنا صباحا نعلم اننا في دار الدنيا وليس ما بين الدنيا والاخرة
نريد وطناً به مستقبل ابنائنا ونفرح بهم وبشهاداتهم ووظائفهم وليس وطناً يتعب به ابنائنا والنتيجة شهادات في الادراج وعلى الجدران فقط للزينة وهذا ما يحصل في لبناننا الذي هو اليوم وحتى الامس ان استعذرنا منه دهوراً لا يرضيه ما صنعوه به حكامه الذين ان استطاعوا احيائه اماتوه وافقروه ووضعوا حساباتهم الخاصة ومصالحهم فوقه ليرتفعوا وينتفعوا ولو كانت هذه الانتفاعات على حساب الوطن
واي وطن هذا الذي ان انتعش في فترة ما جعلوا من هذا الانتعاش مدخرا لجيوبهم الخاصة واليوم بات المواطن حتى لقمة عيشه ازمة يعيشها هو واطفاله ان وجد قوت يومه خوفه الاكبر عدم ايجاد قوت الغد
قديما صباح المواطن ما بين فيروز وبين موسيقى المورا مور وفنجان قهوة يرتشفه في حديقة ملؤها الازهار ورائحتها الطيبة اما اليوم يستيقظ على ازمات من ارتفاع دولار وغلاء معيشة ونقص في المواد الاولية المعيشية
فلتفتح السفارات ابوابها للهجرة لاننا لم نعد نطيق العيش في غابة حكامها لا رحمة لديهم ولا رأفة لديهم انسانيتهم لا يعرفونها سوى عند مصالحهم الخاصة وجيبوبهم ان اتت لهم بمنفعة نجدهم قد اطلقوها وببذخ وبعدها وكانهم لم يولدوا من رحم الانسانية فقط اطلقوا وحش الجشع من داخلهم ليحصد الاخضر واليابس ولا يبقى شيء لشعب جائع ينظر بعيونه وتشتهى نفسه ولا يستطيع الحصول على مراده وبعدها الفتات من حصيدهم هذا يشترون به اصوات الناخبين من جديد عارضين عليهم حصة الاعانة التى يشترون بها اصواتهم وضمائرهم
اليوم في انتظار الجحافل المهاجرة من اسراب المواطنين داقين ابواب السفارات معلنيين حاجتهم الى وطن ياويهم ويستقبلهم ويستقبل اطفالهم حيث ان لا مستقبل لهم ولاطفالهم في وطنهم الام لعلهم يجدون الامن والامان وراحة البال والعمل
ولا يستيقظون على صباح اوله جذع واخره هلع ونصفه وجع