جاءنا اللقاء الوطني الذي أقيمت مراسمه في قصر بعبدا ، وبرعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبجهود رئيس مجلس النواب نبيه بري وذلك قبيل إعلان الأخير حالة طوارئ إقتصادية ، بعدما تَكَونّ لديه انطباع ان اللقاء فشل قبل الإنعقاد ، وعلى الرغم من مساعي الاتصالات المكثفة لإنجاحه ، مصحوباً برسائل على كافة الأصعدة مصدرها القصر الجمهوري ، مؤكدة وجوب تحمل كل الأطراف الحزبية والمكونات السياسية السابقة والحالية مسؤولياتها بما وصلنا اليه في البلاد من أوضاع مأساوية اقتصادية وسياسية ومالية .
لمّ يتملص العهد بشخص رئيس الجمهورية بأنه هو أيضًا تقع على عاتقه المسؤولية ، ويسعى جاهداً في ترميم الصدع التي هزتّ أساسات الهرم في الدولة اللبنانية ، وفي محاولة لربما الأخيرة كي لا يقع على الجميع ، مع العلم ان الرئيس عون حاول استنهاض الحلول في مكامن العجز والمضي نحو الإصلاح !
لكنها بقيت المسألة قطبة مخفية ، مُحَرَمّاً إيجادها ونبشها لربما تزعزع الاستقرار الداخلي ، وترمي رؤوساً كبيرة في السجون الكبرى !!
وبالرغم من المحاولة في فرملة التوتر مع الحريري لربما يكون الرجل آخر الخيارات المُتاحة، الّا ان الأخير رفض الحضور ، أتتّ بعد فشل حكومة اللون الواحد ” المضعضعة ” والذي يترأسها حسان دياب وُلدت من رحم أحزاب أهرقتها وأوقفت مشاريعها ووعودها آخرها كانت بدعة مهلة ال ١٠٠ اليوم التي أتت بلا أي شيء!
- استنهاض ” إعلان بعبدا “.
بات ملفتاً حضور رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان ، آتياً بجرأة وتحدي ، ففي جعبته اعلان بعبدا الشهير ، ذاك الإعلان الذي قُتل في ساعته ورمي ارضاً على يد حزب الله ، بإعتباره انه يوازي اتفاق الطائف وإتفاق الدوحة والدستور اللبناني ، جاء الرئيس سليمان ليذكر الجميع ان الإنقلاب عليه من جهة حزب الله بتدخله في سوريا بشكل واسع وعلني ، وان الحزب تدخل في سوريا بأمرٍ من ايران ، هذا ما اشعل أجواء اللقاء بعد تدخل نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي الحليف والمدافع الأول بمشاركة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ، وقع السجال على اثر المداخلة التي ادلى بها الرئيس سليمان عندما قال : حزب الله نقض الاتفاقات ما حال دون تنفيذ تعهدات الدولة وتسبب بعزلتها القاتلة وبفقدان مصداقيتها وثقة الدول الصديقة وأهلنا في الانتشار والمستثمرين والمودعين والسياح ما ساهم في تراجع العملة الوطنية . - لقاء الحلفاء بإمتياز، بحضور اشتراكي خجول .
بات واضحاً أنه بعد قرار رؤساء الحكومة السابقون مقاطعة اللقاء اعتراضاً على عدم وجود جدول أعمال محدد، وسبقهم موقف الوزير فرنجية ويليه الدكتور جعجع بعدم حضورهما معتبرين ان باسيل هو من سيقود هذا اللقاء ، الأمر الذي يطرح من وجهة نظرهما تساؤلًا حول الهدف من هذا المؤتمر، خاصة وأن “الجو الذي بثه في اطلالته الأخيرة ، كان بعيداً عن أجواء الحوار واللقاءات التي يشهدها البلد، وبعيداً عن محركات عين التينة التي تسعى جاهدة للملمة ذيول أي توتر بين القوى السياسية في محاولة لإنجاح حوار بعبدا..!
امّا مشاركة الإشتراكي جاءت في سياق تنظيف العلاقة مع العماد عون بعد التوترات البالغة من مناصريهما في الجبل ، حتى وصلت الى اشد خطورة ، متهماً جنبلاط الوزير غسان عطالله والنائب زياد اسود بالتحريض الطائفي مما سيخلق مشكلة ” مسيحية – درزية “.
فكانت حنكة جنبلاط المعهودة ومع مساعي من النائب السابق غطاس خوري للتمهيد لزيارة زعيم الحزب التقدمي الإشتراكي الى قصر بعبدا للقاء الرئيس عون ، فإتفق الطرفين على ضرورة المحافظة على الاستقرار في الجبل ، ويبقى الإختلاف في وجهات النظر السياسية !
-أين الحليفين اللدودين من اللقاء ؟
في خضم الازمة الاقتصادية والمالية التي تضرب لبنان ، برزت مواقف متشنجة من نواب في التيار الوطني الحر ضد حزب الله مما أدت الى توتر العلاقة بينهما ، رآه البعض انها عملية ابتزاز باسيلية وربما قرصة اذن ، فتبين لاحقاً ان رئيس التيار لا يزال يراهن على الحزب وعلى محور إيران سوريا وروسيا لتكريس نفوذه وتعبيد الطريق الى قصر بعبدا ، فكان ولا بد ان يكون هناك تبويس لحي وتلطيف الأجواء إعلامياً ان الأمور عادت طبيعية ،
تجدر الإشارة ان هذا أهَمّ ما أُنجز في اللقاء الوطني اليوم ببعبدا ..
شادي هيلانة ميدان برس