قمقم المحاصصة في دولة التعيينات المُعلبة !!!

ميدان برس – شادي هيلانة

قمقم المحاصصة في دولة التعيينات المُعلبة !!!
سُلطة ، قامت قبل كل شيء بتعزيز مواقعها في دوائر الدولة الإدارية والأمنية، حيث بدى للقاصي والداني، أنهم غير مصدقين أنفسهم، أنه بين عشية وضحاها أضحوا قادة العملية السياسية في لُبنان، فتكونت لديهم قناعة بأن الأمور هي هكذا، وستدوم، بالقوة، بالمال بالملك، والمكانة، لذا شددوا من رفع شعارات طائفية، تدعو لنصرة مظلومية الطائفة، وساهموا فعليا بتجييش المناسبات المذهبية، لذر الرماد في العيون، والحصول على مقبولية تنال بها رضا أوساط واسعة من الجماهير الشعبية، وخاصة الفقيرة منها، فإقتادتهم إلى مواقع أكثر فقرًا وبطالةً، وصادرت حقوقهم الوطنية، نتيجة الفساد والمحسوبيات ، والذي توسع في كل مكان من مفارق الحياة اليومية، فبغياب النزاهة، وعدم إتخاذ الكفاءة معيارًا في شَغل مرافق الدولة الإدارية والامنية واقتصاره على محسوبيهم. جُرَتّ البلاد وحكوماتهم التي شكلوها إلى الفشل في كافة الأصعدة

لقد قاموا بتشكيل هرمًا محاصصاتيًا سياسيًا، هم على رأس قمته، بينما قاعدته العريضة الجماهير الفقيرة التي يجب ان تقوم بخدمتهم، وإن ارتفع صوتها في وجوههم يرجمونهم بالرصاص والخطف والإعتقال ومصادرة حقوقهم المدنية. وردًا على رفعهم شعارات طائفية-مذهبية، قابلتهم الجماهير وبصورة خاصة الشبيبة منها برفع شعار ، بإسم الدين . لم يدركوا، إن وراء تحرك الشباب السلمي وصمتهم اللاعنفي لن يدوم زمنًا طويلًا، وان اليوم الذي سيُدق فيه مسامير نعش المحاصصة والفساد آتي وقريبًا جدًا. رغم ذلك لا زالوا يتشبثوا بالمناصب من خلال توافقهم المحاصصاتي، ويواصلوا تعطيل التغيير والإصلاح الحقيقي، ويعرقلوا الإنتخابات البرلمانية المبكرة التي طالبت بها ساحات التظاهر مع جماهير شعبنا، وغيبوا بتعمد العدالة الإجتماعية التي أدَتّ إلى إيقاف تنميته البلاد وتطورها، وخلال ٣٠عامًا هربوا كل اموالهم المنقولة وغير المنقولة ، المنهوبة وغير المنهوبة على حد سواء ونوعوا من مخصصاتهم المالية وزادوا من الموظفين الفضائيين، وإقتصر ذلك على المحسوبين عليهم ناهيك عن سيطرتهم على عقارات وممتلكات الدولة، بغير وجه حق.

كنا نأمل أن يقوموا على اي تقدير بإلغاء قوانين الدكتاتورية وإستهداف موروثاتها، وينهضوا بتشريعات وقرارات مصحوبة بإجراءات فاعلة وجريئة، وبإرادة سياسية واضحة. كما كانت الجماهير الشعبية تطمح اليها، وبدلًا من القيام بذلك، أوصلوا البلاد الى مواقع متأخرة كثيرا عن ركب التقدم والحضارة الجارية في العالم، بحيث اصبح لُبنان يحتل مرتبة ال 136 في الفساد من أصل من 180 دولة في العالم، واصفين من أعطى حياته دفاعًا عن الشعب والوطن، بفقاعات، بإمكانهم تفقيعها بسهولة وإخماد صوتها، ولم يدركوا أن وراء من أُطلقوا عليهم مسمى الفقاعات، جماهير شعب أصيل ذو كرامة وعزة نفس، سترتد عليهم لتكويهم وتحرق نهجهم المقيت..
شادي هيلانة-خاص ميدان برس