عراب ل ١٥٥٩ .. في مأزق امام ” قيصر ” !!

شادي هيلانة| ميدان برس

أمام التحولات السياسية منذ القرن الماضي لغاية اليوم ! وُضِعنا في عدة خيارات حرجة وغير مقنعة ، من انقلابات على المبادئ وتسويات مع اخصام لا بل اكثر ، فتقاربت التسميات الى صفة أعداء متعاونين مع الحقبة السورية في لبنان..

كان عراب القرار الدولي ل ١٥٥٩ ا آنذاك “العماد عون “..
ففي تاريخ 18 أيلول 2003، وأمام اللجنة الفرعيّة للعلاقات الدوليّة في مجلس النواب الأميركي، قال عون ما يلي: “…إنّه لأمر معقول جدًا أن يترك النظام السوري وراءه في لبنان بعد انسحابه منه، العديد من أدواته للإرهاب والتدمير، وأيضًا العديد من أدواته العسكرية والمخابراتية
بناءً عليه، إنه أمر إلزامي ومُلِح، أن يترافق الإنسحاب السوري مع تجريد كامل من السّلاح لكل العناصر المسلّحة… فالقوات المسلحة اللبنانية الشرعية بإمكانها فقط أن تؤتمن على توفير الأمن للمواطنيين اللبنانيين… لا يمكننا بعقلانية ومنطق، الفصل بين النظام السوري والإرهاب. فسوريا تؤمن الملاذ لعدد كبير من المنظمات الإرهابية، وهي توجِه أعمالهم، وتستعمل لبنان كموقع أساسي لتدريبهم ولعملياتهم!!

فبعد قرار العودة في ل ٢٠٠٥ من المنفى الباريسي وضع التيار العوني امام خيارٍ واحدٍ لا غير ، على اثر الانقلاب عليه في الانتخابات ومحاولة تحجيمه من دعاة ثورة ١٤ آذار ، والتحالفات الثلاثية والرباعية والخماسية ؛ وجد نفسه العماد عون فجأة مع أضاد سياسية كانت مفاجئة لجمهوره تكللت مفاعله في لقاء مار مخايل ، من ثم تحول الى ورقة تفاهم ، وبعده الى حلف إستراتيجي ، وفي مرحلة من المراحل كان يخجل العوني من تسمية الحليف ، ويقولون ان ما يجمعنا عدة بنود فقط لا غير !!

تطورت العلاقة مع حزب الله وأصبحت خيارًا في المسار والمصير ، وبقيت حركة أمل خارج هذا الإصطفاف لعدة أسباب منها ان للحركة دورًا سياسيًا في اجندتها اختارت ان تلعبه ، فهي بُلبُل السياسة في التقارب مع جميع الأطراف اللبنانية حسب ما تقتضيه المصلحة ومنها علاقة الصداقة مع وليد بيك وآل الحريري ، بالإضافة الى الحفاظ على التوازن السياسي الخارجي والداخلي

فهي بعيدة كل البعد عن تحالفات وثيقة ومتينة خارج عن الثنائي الشيعي المحوري والديني والعقائدي ، وخاصةً في ظل الموجة الأميركية المستمرة ضد حزب الله ووضعه تحت خط العقوبات واتهامه بأنه منظمة إرهابية ينفذ اجندة أميركية لضرب المصالح الأميركية ومن خلفه إسرائيل في الشرق الأوسط والخارج !!
فكانت الحركة تعتمد أسلوب النأي بالنفس وشدّ الحبال لتبقى علاقة اميركا بالحركة دبلوماسية تختصر بزيارات الى عين التينة وتوصيل رسائل مفخخة تضعها في مواقف حرجة ولكنها بقيت حنكة الرئيس بري سيدة الموقف !

امّا التيار البرتقالي التي توطدت علاقته بالحزب من بعد وقفته التاريخية في حرب تموز ٢٠٠٦ وصولًا الى رد الجميل في مواظبة تمثيل التيار بالحكومات المتعاقبة ودعمها في الانتخابات البرلمانية ، وتشديد في الخطابات للسيد نصرالله المتكررة على الحلف المتين مع العماد عون واليوم مع التيار الوطني الحر وجبران باسيل وزياراته الأسبوعية المتكررة لحارة حريك .
حتى نختصر المراحل اتينا الى التسوية الرئاسية وتفضيل الحزب لميشال عون رئيسًا امام المرشح الأخ والصديق وحليف الممانعة الدائم سليمان فرنجية !!

في خضم كل ذلك فهل يمكن القول فعلاً إنّ “حزب الله” يدفع ثمن التحالف ونأيه بالنفس”، أقلّه على مستوى علاقته بحلفائه؟ وهل يُستنتَج من ذلك أنّ العلاقة بين “الحزب” و”التيار” باتت اليوم على “المِحَكّ”، وأكثر من أيّ وقتٍ مضى؟!.
وبعد اقتحام قانون قيصر البوابة اللبنانية التي فرضته السفيرة الأميركية ” دوروثي “على حكومة دياب وكذلك فإن السفير اللبناني في واشنطن غابي عيسى لمس لدى استيضاح الخارجية الاميركية، إصرارًا أميركيًا على ضرورة ان يلتزم لبنان بهذا القانون ، قانون قيصرالذي سيؤثر بشكل عام على الأفراد والشركات والمؤسسات التجارية والمالية التي تتعامل مع سوريا، بعقوبات ، يؤكدون أن لبنان اذا شاء تطبيق القانون، فسيتأذى حتمًا ..

وهل ستُستكمل المناورة العونية ضد حزب الله عبر حملات من نواب التيار الوطني الحر وقياداته إثر ضغوط دولية على باسيل ، في فك الارتباط مع محور الممناعة ، ام عقوبات عليه وقطع الطريق بكل جوانبه بالوصول الى بعبدا
او خروج مشرف للعهد الذي حُمِلّ على كتفيه التداعيات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد في أسوأ مرحلة يتاريخ لبنان !

يبقى السؤال المرتقب في حين الحصول على الأجوبة المرتهنة في الأيام القليلة المقبلة ..
ميدان برس | شادي هيلانة