نيرون يُريد حرق لُبنان..

شادي هيلانة|ميدان برس


من بعد التوترات التي شهدتها اكثر من منطقة في بيروت ، بين حزب الله وحركة امل من جهة ، وتيار المستقبل والقوات اللبنانية من جهة أُخرى، بحيث تخللها إطلاق نار ، قبل ان يتدخل الجيش اللبناني وينفذ انتشارًا واسعًا في تلك المناطق ..

مشهد البارحة في ظل انقسام سياسي حادّ فرضه الإنقلاب على التسوية ما جمد العملية برمتها ، وأصبح كل واحد يغني على ليلاه من دون رؤية موحدة لفض الخلافات ، باتت نكايات ومهاترات في ظل وضع سيء جدًا على جميع الأصعدة ..

من حكومة مُكبلة تدعي إنجازات ، لم تخرج من أسرها والتطلع إلى همّ المواطن ومعيشته ، بل مستمرة في ضخ ابر المورفين لمريض ينازع للبقاء على قيد الحياة اكثر من ٣٠ عامًا ..

حكومة بالوكالة وحدها تتحمل ما جرى وما يجري ،عندما تكون قراراتها خارج نطاق طاولة مجلس الوزراء ، وعندما الكتل والأحزاب تهدد كل دقيقة بسحب وزرائها وتُصعد من أجل تعيين من هنا واقتسام حصص من هناك ويصعدون على المنابر للبكاء ما يُحزن اتباعهم ليزيد الإحتقان والإنقسامات في الشارع ، أليسوا هؤلاء سببًا للوباء والبلاء!! ..

ما حصل البارحة نتيجة تراكمات ونفوس دفينة بالحقد والطائفية وعدم تقبل الآخر ، سلبيات في التربية الإجتماعية تغذت بالخطابات والشعارات المُحرضة من قبل زعماء الحروب والقتل لأنهم لا يرون بجماعاتهم سوى وقود يحرقونها متى شاؤوا ويهمدونها بعد فوات الأوان ..

السنا جميعًا كشعب معنيين بما يحصل بسبب الأزمة الاقتصادية المتصاعدة ، بدايةً من انهيار العملة الوطنية وتصاعد مستويات الفقر والبطالة. لكن هناك جانب آخر لايقل أبدًا أهمية عن الاقتصاد وهو المشهد السياسي الملتهب.

ابن بعلبك الهرمل والبقاع وصولًا الى عكار وطرابلس والضنية ، والجنوب والنبطية الضاحية وبيروت ، الى الحدودية المحرومة منذ عقود مضت، ووعود لم تنفذ من نفس الطبقة السياسية الموجودة اليوم ، هؤلاء لم يتعظوا بكذب السياسيين ونفاق وكذب برؤية نتنة غايتها عدم بناء وطن ، بل يُناسبهم الدمار والخراب ليراهنوا على الشعوب والمناطق لتحصيل مصالح فئوية مقيتة على حساب نهوض الوطن !!
من هو الرابح في ما يحصل ؟!
لأن من يمشي على الجثث وعلى الهدم وبين القبور لا يعرف الحكمة ويجب ان تنتزع من تحت اقدامه سجادة الحكم والسلطة وبأي وسيلة لأنهم سببًا لنهاية لُبنان ..
ان لم نكن واعين بما يُهيأ ويخطط سنخسر ما تبقى من خبزنا وقوتنا وحياتنا التي باتت محكومة على الجميع بالبؤس والمرارة ..

  • الذباب الإلكتروني :
    ان الذباب الإلكتروني اكثر خطورة من الجماعات والتنظيمات الإرهابية واسلحتها اكثر فتكًا من الأسلحة النووية ، تحمل حملات مضللة ومشبوهة ، وهذا ما فعلته قبل أسبوع في نشر اشاعات وان ما يديرها مرتزقة أحزاب وتيارات وميليشيات لتحول الصراعات من استخدام الأسلحة الحربية بكل إمكاناتها، إلى حرب إلكترونية تتكون من «ذباب إلكتروني» يرتدي زي الجنود المجهولين وهذا ما اصبح امر واقع في زيادة الشرخ والانقسام من أبناء الصف الواحد ، فما يجمعنا الجوع والحقوق وواجبات دولة الحزاب الفاشلة والفاسدة علينا ..

-خطورة إثارة النعرات الطائفية والمذهبية :
وبخاصة في القضايا التي تجاوزها الزمن سواء أكان ذلك في الحروب العبثية الأهلية أو ما سبقها”
خطورتها تكمن بشتم الرموز الدينية التي ليس لها علاقة بما يحصل .. لا السيدة عائشة عليها السلام كانت سببًا الى ما وصلنا اليه ، ولا السيد المسيح دعى الى التفرقة بين البشر بل رسالته هو الحب والسلام والأخوة في الإنسان!
على المجتمع امر مُلِحّ قبل فوات الأوان وهو تطوير ثقافته نظرته، والعقل، والإله، والطبيعة في كلّ مرحلة بما يُناسب للحصول على حقوقة برؤية موحدة ومشتركة ، لأن ما يحصل تفرقة خطيرة لا تعِد بقيام بلد ولا دولة عصرية تنتشلنا من مشكلتنا العظيمة الحاصلة ..

إن الثورة اللبنانية ليست ثورة فقير على غني، بل هي ثورة الأبناء الذين يرفضون اليوم الواقع الذي استسلم له الآباء منذ عقود حتى وصل لبنان إلى ما وصل إليه اليوم ، وكل من يريد ركوب الثورة ستلفظه وتطرده لانها لا تُبنى على الشوائب والشواذ ..
يجب على الثوار توحيد اللوحات واليافطات ، والإبتعاد عن الإنتماء والغرائز الحزبية ، التي تريد حرق لبنان بمن فيه ، فكم من نيرون سياسي اشعل النار في المدينة واشعل الجميع من دون استثناء !!


ميدان برس | شادي هيلانة