فلتكن الثورة على المواطن الفاسد قبل أن تكون على الناهب للمال العام!

ميدان برس – حسين الحاج

فليحاكم المواطن الفاسد الذي هو نبع الفساد والذي هو الداعم الأساسي لوصول الفاسد إلى الحكم .. المواطن هو في الدرجة الأولى قمة الفساد ،، هو الفاتح للطريق أمام السارق والناهب للمال العام وهو من أعطاه الثقة وأوصله ليسرق المال باريحية ..

الشعب هو الداعم لكل الفساد قبل المسؤول ؛ هو ممهد الطريق لكل الفاسدين والفضيحة علنية منها رشاوى الإنتخابات من مئة دولار إلى خدمات ..إلى وعود بالوظيفة وغيرها من الخدمات وهذا كله يقع تحت شعار المواطن هو بداية الفساد المستشرى في الوطن!

ثورة على الزعماء من الثوار والعادل يحكم ما بينهم فلنقرأ معا من أتى بهؤلاء ألستم أنتم من كان الداعم والمهلل لهم في الانتخابات ألستم أنتم العامل على مكننتهم الانتخابية كذلك.. أنتم .
فلتبدأ الثورة بالعمل على فساد المواطن قبل فساد الزعيم بما أن الثورة هي لإصلاح الوطن فلتبدأ بإصلاح بائع ضميره وصوته وبعدها تنتقل للذي بعده لأنه إن بقي المواطن الفاسد بفكره المفسود سيبقى الوطن هو الخاسر الأكبر من هذا الفكر المستشرى والمباع.. الفرق بين الإثنين: المواطن فساده برضاه ببيع صوته والثاني بشراءه للصوت ؛ وإن نظرنا إلى الاثنين فهم لا يختلفان عن بعضهم فالأول بائع رخيص والثاني متباهي بشيء زائف..

الأول يبيع ولا يعرف انو يبيع الوطن وبأي ثمن ؟؟ بمئة دولار! ورغم فساده يعتقد نفسه ذكيا وهو أغبى الأغبياء ..

في الدول الاجنبية يتم وضع الية قبل الإنتخاب فكل مرشح له الأحقية ليس لشخصيته وجماله انما لمشروعه السياسي الإنتخابي ومدة تنفيذه وذلك يعتمد على الخبرة والاختصاص وكذلك على المشاريع المقدمة في هذا البرنامج وعليه تتم مراجعة هذا العمل من خلال قرائتها ودراستها من قبل المنتخب .. ان اقتنع يُصوِت وإلا يمتنع ويُصوت ضد وان لم يجد الضد يضع ورقة بيضاء فارغة مجدية في اكثر الاحيان ..

أما في لبنان فتكون كالتالي صور الزعماء تنتشر على الطرقات وعليها عبارة مضمونها العمل فقط وبمجرد نشر الصور يقف المنتخب متأملا لا يدري من ينتخب وبعدها يأتي الفاصل القوي وهو الاشتراء لهذه الأصوات والدفع بالدولار !

عزيزي المواطن ،، الانتخاب عادة يعتمد على قراءة البرنامج السياسي للمرشح والحكم عليه بالنجاح او الفشل ، خلال المدة الزمنية المعلنة لا يمكن ان يُرشح وينبذ من قبل الشعب.. آتوني بأحد المنتخبين قرأ أو تمعن في خطة مشروع لاي مرشح إن وجد..

وبناء على فساد الجميع في الوطن يجب على كل مستقل ان تكون ثورته موجهة لفساد التصويت والعمل على تبيان هذا الأمر لكل فرد في الوطن وهذه تكون المرحلة الأولى في الثورة وبعدها تنتقل إلى باقي فروع الفساد في الوطن لأن لكل قاعدة أساس وهي بداية محاربة الفساد إذ تبدأ بتغيير فكر المواطن بالدرجة الاولى لأنه قبل تغيير هذا الفكر لن نحصل على وطن نظيف !

اللوائح المستقلة كثيرة ولكنها لا تجد اهتماماً من المواطنين لعدم ثقتهم بأنهم من الممكن أن يقدموا للوطن،، مع العلم أنه لم يحاول احدٌ رؤية برنامجهم الانتخابي والاطلاع عليه.. يحكمون عليهم من خلال عدم امتلاكهم للكثير من المال وعدم قدرتهم عل دفع أثمان الأصوات مع العلم انه يمكن أن يُحدثوا تغييراً في تركيبة الوطن وخطته الإقتصادية إن وصلوا ..
أيها المواطن إن كنت ترى في المرشح المال والغنى والجمال لتصوت له فاعلم أن الغباء قد ضرب عقلك ، والدليل على ذلك أنه لم يسبق لنائب أن دفع من جيبه لدولتك إنما يدخل ليأخد وليس ليعطي!

يجب أن يعاد التفكير و أن يبدأ المواطن بإصلاح نفسه قبل إصلاح الوطن فالمرحلة الأولى بداية طريق تبدأ من أنفسنا وبعدها تنتقل لمحيطنا وبعد ذلك للوطن اجمع..

عندما يتحرر الوطن من بائعي الذمة الضمير لن ولا يمكن لمسؤول أن يصل الى الحكم بنفوذه وماله إنما باختصاصه وقوة مشروعه ..

يجب تحرير الوطن من هؤلاء البائعين ومن ثم نجد لبنان نظيفاً ووطناً نستطيع العيش فيه.. !

حسين الحاج – ميدان برس