ميدان برس – شادي هيلانة
بسبب مقتل شخص واحد فقط من قبل عناصر الشرطة الأميركية ، قامت قيامة الناس هناك ولم تقعد حتى الآن !، وهي تتفجر و تشتد غضبًا و نقمة و سخطًا جبارًا ، حيث لا زالت التظاهرات العارمة والعاصفة مندلعة هناك بزخم أكبر وهي تتخذ أشكالًا جديدة بين احتجاجات وإشعال نيران في مباني شرطة و نهب محلات و حرق سيارات والحبل على الجرار.
لكون موجات التظاهرات لا زالت في أوّجها وهي تشتعل شاملة يومًا بعد يوم مُدُنًا ومحافظات أخرى مع ارتفاع ألسنة نيران عنان السماء ، مثلما يُقال ..
نقول كل هذا حدث و يحدث بسبب مقتل شخص واحد فقط ، طبعًا مع التأكيد على قيمة حياة الإنسان سواء كان فردًا أو جماعة .
فكيف الأمر إذًا بمقتل شعبًا كاملًا من متظاهرين سلميين و إصابة عشرات آخرين مثلما حدث في لُبنان بالشهور الماضية ، حيث بعضهم قد تفجرت قنابل خارقة في صدره أو رقبته فإختنق مقتولًا ؟.. نقول لو حدثت جريمة قتل كل هذا العدد الهائل من المتظاهرين السلميين في أميركا فبكل تأكيد لحدثت ثورة شعبية عارمة ، و ربما أجبرت حكومة ترامب على الاستقالة في أفضل توقعات ..
بطبيعة الحال نحن لا نطالب الأكثرية اللبنانية الصامتة بأنه كان عليها أن تحتج بضراوة و تشعل البنايات و تنهب المحلات أو تحرق سيارات الشرطة على طريقة المتظاهرين الأميركيين حاليًا ، لا أقدًا إنما نود أن نقول :
لَكَم كان .. سيكون رائعًا لو خرجت هذه الأكثرية المليونية بتظاهرات سلمية و صامتة في كل مدن لُبنان ، لتعبر عن تضامنها مع المتظاهرين ومع مطالبها المشروعة أولًا ، و أن تُعبر عن احتجاجها و غضبها و عدم رضاها عن عمليات قتل وتنكيل المتظاهرين السلميين بالعشرات على أيدي عصابات السلطة الفاسدة في لُبنان ثانيًا ..
أجل جرت عمليات قتلهم بسهولة كما لو كانوا عبارة عن أسراب ذبابة ، أو خراف منذورة كأضحية مجانية و رخيصة لذبح على محراب أحزاب سلطة الفساد و العمالة و العصابات اللصوصية و المافياوية ، فوق ذلك ، أمام تفرج ولا مُبالاة الأغلبية اللبنانية الصامتة !!..
و كان كل ذنبهم أنهم تظاهروا و ضحوا بأنفسهم من أجل الخبز و العمل و تحسين الخدمات و مكافحة الفساد و مستقبل الأجيال القادمة..
لذا فعلى هذه الأغلبية الصامتة أن تشعر الآن بإحراج ، بل و أن تخجل من نفسها على الأقل ، وهي تشاهد الغليان الجماهيري الواسع و الهادر في الشوارع الأميركية بسبب مقتل شخص فقط ، قلب طاولة الإمبراطورية الإمبرالية الأميركية في ٩ دقائق..!
ميدان برس – شادي هيلانة