حسين الحاج ميدان برس
قديما كان اعتقادنا أن السارق هو ذلك الخارج عن القانون الذي يمارس عمله بإتقان ورغم ذلك ذكاء ودهاء القوى الامنية رغم إتقانه لعمله يُلقى القبض عليه ويُزَجّ في السجن ويعاقب بقضاء المحكومية ويخرج بعد اصلاحه ويعود بعد ذلك لعمله لعدم توفر العمل في الخارج ..
لقمة العيش الصعبة تجعل من عودته لعمله لقمة سهلة لتناولها فيعيد ما اقترف وهذا بحد ذاته مشكلة يجب حلها .
أما المشكلة الأكبر فهي ليست هذا السارق انما السارق الأكبر او من يمكن وصفهم بحرامية البلد فهم قوم محترمون في محيطهم يلبسون أفخم البدل ويقودون أفخم السيارات ببذخ وترف ويعرفونهم جيدا.. ولكن لهم احترامهم ولهم ألقابهم وكذلك ممنوعٌ الاقتراب منهم فهذا من يوصف بالحرامي المحترم.. ويرفض حتى توجيه الكلام السيء لهم!
يجب احترامهم من الجميع ويجب أن لا يطال مقامهم بكلمة فهم بنوا عروشهم من أموال المواطنين ليعتلوا ظهور الشعب وتضرب لهم التحيات ويُستقبلون بأفضل استقبال.. وذلك لأنهم يسرقون بطرق ملتوية غير معلَنة وليس هنالك من يدّعي عليهم ولا يطالهم قانون.. لم نجد سجناً من السجون يحوى واحدا منهم !
السارق الصغير لا ظهر له ولا سند له ؛ إنما هم سند انفسهم لا يطالهم طائل وان اقترب أحدٌ من عروشهم قامت الدنيا وقعدت ولوَّحوا بالسلم الأهلي ولعبوا على وتر الطائفية والمذهبية والشعبُ من غبائه يركض ويرفع شعارهم ويا غيرة الدين .. ويضع خطوطاً حمراء لعدم المساس بحرامية البلد ،،
هم من الخطوط الحمراء التي يجب عدم المساس بها وإن تم ذلك تُفتح عليك حروب لا يغلقها مغلق ولا يتحملها كافر!
أبوابهم موصدة بحماية عالية من مرافقين وحرس خاص وأشخاص مدربين بطريقة احترافية لحمايتهم وحماية ممتلكاتهم التى تم شرائها من عرق جبين الفقير.. من تعب المواطن!
يستيقظ في الصباح الباكر ويذهب إلى عمله ويقضى نهاره بجهد .. يصل إلى بيته والتعب يحل على جسده الذي أنهكته ساعات العمل الطوال وطريق طويل .. وفي المقابل نصف هذا التعب يذهب لجيوب حرامية البلد الخاصة واستثماراتهم المربحة على كاهل هذا الفقير الذي يأخد التعب من جسده ونصف عمره!
وإن تمت المقارنة بالعدالة فسنستنتج التالي أن السارق ان سرق يمكن أن يسرق بيتاً واحدً اثنان أو عشرة.. اما حرامية البلد يسرقون ملايين البيوت ويسرقون كل المواطنين ورغم ذلك عندما يحين موعد الوقت يخرج الشعب ويهتف لهم معكم معكم لآخر قطرة من الدم ولآخر نفس نحن معكم ..
شعب يعشق أن يتم اذلاله واستغفاله وسرقته ،، شعب لا يفكر أبعد من انفه، يرى العالم من منظار العبودية.. عبد للسارق عبد للفاسد وكذلك هو عبد للظالم فكيف يمكن ان تُبنى الأوطان والحرامي يُحترَم وتُؤدَى له التحية .. كيف والفاسد خط احمر ؟!
لا يبنى الوطن بفكر جاهل ولا يبنى بقلم مباع ولا يرتكز على أساس فاسد فالجميع من ضمن هذه المنظومة من المواطن الى حرامية البلد وكذلك المفكر البائع فكره .. على الدنيا السلام فيما سطرته عقولكم !
أمنية هي ان تحدث اعجوبة ويستيقظ الشعب ويعي لنفسه!!
حسين الحاج – ميدان برس