إخوة في الخفاء وفي العلن أعداء فمن هم ؟؟؟!

ساسة لبنان نراهم في العلن متعاركين أخصام بعضهم البعض.. يتراشقون الإتهامات فيما بينهم ، كلُّ واحد منهم يريد النيل من الاخر .. يرمون كلماتِهم المنَسَّقةَ فيما بينهم لنيل المكسب الإعلامي وشد عصبِ الشارع واسترجاع الثقة من المناصرين والمؤيدين.

من يراهم في العلن يظن أنهم الدُّ الأعداء لبعضهم البعض والعنوان يختلف عن الموضوع والخاتمة !

أما في الخفاء فهم إخوة في جلساتهم والموائد تجمعهم جلسات “كاسك وتعيش وبصحتك” ..
طاولات اجتماعات تنسيق يتم فيه توزيع الأدوار وكذلك التوازيع المادية المستحصلة من المشاريع التى تم توزيعها بالإتفاق فيما بينهم .

كلّ مشروعٍ مقدمٍ من مشاريعهم المقدَّمة والمعلَنة يدفع المواطن عشرات أضعاف تكلفتها الحقيقية.. وتتوزع الأرباح بالتراضي مع المشاركين.

وحتى اليوم لم ينجز مشروع واحد وكان الرابح هو المواطن، إنما جيوبُ المسؤولين هي فقط تكون الرابحة دائماً في المشاريع.

استثمارات أرباحها أضعافَ التكلفة بعشرات المرات فهم شركاء في صياغة هذه المشاريع بدون دفع الرأسمال من جيوبهم .. إنما رأس المال هو من القطاع العام ومن المخصصات !

شركاء في الوطن ولكن هذا الشريك دائما رابح!

والخاسر الاكبر هو المواطن والوطن بالدرجة الاولى..
فساد الوطن ليس فقط فساداً سياسياً، إنما المواطن.. رغم أنه المتضرر الأكبر من كل هذا نراه مشاركاً في الفساد وليس ضحية، فساد خلقي تابعي..
أعمى الغباء بصيرتَه ، يفعل ما يملى عليه وكأنه عبدٌ للزعيم، يلبس ألوانه وشعار حزبه أو تياره ويضع صورته وكأنه جزء من عائلته ..

أليس هذا بفساد حين يرى عائلته جائعة ثيابها بالية ويصبر على ذلك لعدم استطاعته ان يترك العبودية لزعيمه ، بدل أن يضحي لأولادِه وعائلته.. فلقد بات بعض الزعماء كأنهم رموز مقدسة لا يجب ان تطرح أسمائهم بأي شتيمة أو حتى سباب !

تراه من كثرة حبه لزعيمه إن سمع أي شتيمة للعزة الإلهية تغاضى عنها وكأنه لم يسمعها ، وحين يُشتم الزعيم تصبحُ أذناه كآذان الخلد يرن صداها.. فيحرق الأخضر واليابس .. تعرض لمن شئت واترك الزعيم!

تقوم الدنيا ولا تقعد ظنّا منه أن حياته وحياةَ أطفاله وعائلته مرهونة بيَد زعيمه فهو يتنفس الاوكسجين من رئة الزعيم .. !

وفي المقابل نرى الزعماء هم أمراء الطوائف لا همُّهم المواطن ولا همّهم الطائفة.. تصافح أيديهم بعضها بعضاً ، وعند اشتداد الأزمات وتضييق الخناق عليهم من الشارع يخرجون بوجوهم السوداء للعلن يحاربون بعضهم تحت شعار “يا غيرة الدين” ، ثم التعرض للطائفة التى إن ذهبت ستزلزل عروشهم فلذلك يعتمدون ويحاربون لبقائها في الأذهان !

المواطن ضحية “فكرة الجاهل” فلو اعتمدنا سياسة الغرب (كن إنسانا واعبد ربك كيف ما تشاء) لكنا اليوم في أفضل حال نبني الوطن ولا نبني التعصب والعنصرية التى توصلنا كل مرة الى الهلاك والدمار فكم من مرة قد تدمّر لبنان على أيدي أبنائِه تحت مسمّى الحرب الأهلية الطائفية.. وإن ظننّا أن الفكر تحرر من هذا نكون مخطئين ، فعند المساس بالزعيم تعاد الهتافات والتهويل بالطائفية المذهبية الى الواجهة مجددا !
متى يستريح لبنان من الفساد الذي يطغى على الإنسانية من المسؤول إلى المواطن.. كلهم اضرّوا بلبنان.

متى يستريح المستقل الذي بين نار الإنتماء ونار الإلغاء ناصباً خيمته لا يعلم مصيره!

حسين الحاج
خاص ميدان برس