شادي هيلانة – ميدان برس
المفارقة أن عددًا من الجمعيات والمؤسسات الأهلية والخيرية غالبًا ما تُسجِل نفس الأسماء المحترفة، أو يتم هذا من خلال تواطؤ وتسديد خانات، ولأن بعض هذه الجمعيات تهتم فقط بتسديد الأوراق والخانات، وبعضها غارق فى ملء الفراغات والأوراق، وبالتالى لا تهتم كثيرًا بمن يستحقون، ويمكن أن تسعى للمحتال الذي يوفر لها شكلًا مناسبًا، بينما القائمون عليها مشغولون بالحصول على نسب معتبرة من أموال التبرعات.
ومثلما يمكن للمحتال ، بأدوات تمثيلية لتحصيل النسب الأكبر من المساعدات، فإن الجمعيات والمستشفيات التى يمكنها تقديم حملات دعائية ناجحة أن تحصل على مئات الأضعاف، بينما تعجز مراكز ومستشفيات تقدم خدمة بالفعل عن جذب تبرعات، بينما يمكن للمحترف المحتال أن يحصل على نصيب الأسد من التبرعات وأموال الخير، التى تتوجه بناء على القدرات الدعائية وليس على مستوى وحجم ما تقدمه من خدمات طبية أو خيرية.
والواقع أنه بالرغم من حجم الأموال التى تبرع بها اللبنانيون والتى تُقدر بالمليارات، على أثر جائحة كوفيد -19 إلا أنها بم تذهب إلى من يحتاجها، لكن لمن يستطيع لعب دور المحتاج.
وربما يكون تعدد الجهات هو السبب، أو عدم وجود قواعد للرقابة والمحاسبة مما يؤدى لإهدار نسب كبيرة منها، وأغلب ما تقدمه هذه المؤسسات لا يتناسب مع جم ما تحصل عليه، الأمر بحاجة إلى نظر ودراسة، وضبط حتى يمكن توجيه تبرعات وأموال الخير لمن يستحقها، وليس لمن يحترف ويمثل أنه يستحقها.
“شادي هيلانة – ميدان برس”