الساسة جميعًا لهُمّ هدف واحد هو خدمة الشعب وتحقيق أحلامه وآماله والقضاء على معاناته وآلامه لكنهم يختلفون في الوسائل والسبل ووجهات النظر في تحقيق ذلك ، وهذا أمر طبيعي ودليل صِدقهم و إخلاصهم.
لهذا ، كل سياسي ، كل مجموعة حزب تيار سياسي ، يطرح وجهة نظره ومشروع خطته بشكل واضح وعلني ، والشعب هو الذي يختار ، والشعب هو الحاكم في هذه الحالة ، الجميع تقر وتخضع لحكم الشعب ، لإختيار الشعب ، والجميع يشعُر بالفرح بالنصر ، لأن هدف الجميع هو ان يكون الشعب هو الحاكم ، لا يهم من فاز لهذا لم تحدث خلافات ولا صراعات ولا فساد ولا إرهاب ولا تدخلات خارجية ولا انقسامات داخلية.
وهكذا تشكل حكومة من الجميع الأغلبية تحكم والأقلية تعارض فالأغلبية تنفذ،
والأقلية تعارض ، وهكذا ينتهي الفساد ، حتى لو وُجد من السهولة كشفه وإحالة من ورائه الى العدالة وهكذا تُبنى الأوطان وتَسعد الشعوب.
اما الساسة في لبنان ، فلا يملكون لا خطة ولا برنامج ولا مشروع ، حتى ولا يفهمون شي بالسياسة فكل الذي يشغلهم هو مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية ، هو الحصول على الكرسي الذي يدر أكثر ذهبًا ويمنحهم قوة ونفوذ اكبر وأكثر.
فالساسة في لبنان ، والمجموعات والأحزاب مجرد شبكات وعصابات للفساد والسرقة ، لهذا من يريد ويبتغي الفساد والسرقة والنفوذ عليه ان ينتمي الى هذه المجموعات والأحزاب والتيارات والكتل السياسية فيمكنه الحصول على مبتغاه ويحقق حلمه.
لو دققنا في ثروة كل عناصر الطبقة السياسية التي استولت على الحكم بعد تحرير لُبنان من الاحتلال ، حكم الفرد الواحد العائلة الواحدة من حكم القرية ، وقارنّا بين ما كانوا يملكون من ثروة قبل تسلمهم الحكم وبين ما يملكون بعد تسلمهم الحكم ، فكان الكثير منهم لا يملك شي حفاة عراة لا يجدون ما يشبع بطونهم وفجأة أصبحوا يملكون كل شي حتى أصبحت ثروتهم لا تُعدّ ولا تُحصى ، عقارات و أرصدة في داخل البلد وخارجه وجامعات ومدارس خاصة وشهادات عليا ، وجعلوا من الشعب خادمًا لهُمّ حتى وضعوه تحت أقدامهم يعاني الفقر والجهل ، والظلم فساد الفساد والفاسدين والإرهاب والإرهابيين ، حتى أصبح الشعب اللبناني محاصرًا بين الفاسدين والإرهابيين أحدهم أشد قسوة من الآخر لا يعرف كيف ينقذ نفسه وكيف ينقذ نفسه من الفساد والإرهاب وهم أخوة من بطن واحد، وأحدهم يحمي الآخر ويدافع عنه.
وهكذا أصبحت الأحزاب والتيارات والمجموعات السياسية مقرات لعصابات السرقة والرذيلة والرشوة والنصب والإحتيال، وأهل الرذيلة والمتاجرة بكل أنواع الموبقات المختلفة ، حتى أنهم فاقوا فساد ورذيلة الطُغيان ومن إحتل الأرض ، حين المواطن ، وخاصة الصادق الشريف الأمين ، يُعاني الفقر والجوع والذل والقهر.
المعروف ان السياسيين في بلدان العالم يتفقون دائما على حل مشاكل شعوبهم والقضاء على معاناتهم وتحقيق طموحاتهم اما ساسة لبنان فأنهم يتفقون على تعقيد مشاكله وزيادة معاناته لأنهم يرون في حل مشاكله وإنهاء معاناته خطرًا على مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية،
لهذا يُشحِعون على الصراعات الطائفية والحروب العنصرية وحكومة المحاصصة، ويدافعون عنها ، ويسعون دائمًا الى إلغاء القانون والمؤسسات القانونية والدستور، لتهيئة أسياد الإستغلال ، وتعريض مصالح المجتمع العامة للخطر.!!
شادي هيلانة – ميدان برس