“اللقيط والثورة”.. في زمن كورونا…

كانت القبائل العربية تتداعى في زمن المحن الى ما يطلق عليه في المفهوم العشائري (بالغيرة)، اي ان يتكاتف الجمع ويتعاضد لردء خطر يهددهم…

وكانت تلك العشائر تحرص على أي انسان يلجا اليها ويحتمي بها، وهارب من قومه بتهمة ما، فهذه العوايد لا زالت حتى الآن موجودة….

ففي لبنان كلنا يعرف هذا، ويطبق في الكثير من المناطق التي تسكنها العشائر الحمادية وخصوصا في منطقة بعلبك – الهرمل وتعتبر ميزة تتميز بها، فإغاثة المستجير وحمايته، يعتبر من المباديء والقيم التي ترعرت عليها ونشأت على ممارستها…

فكيف إن كان هذا الانسان قد لجأ الى حضن وطنه واهله في ازمة حكمت أرجاء المعمورة!!

هذا هو المغترب المستجير بوطنه واهله في وقت المحن…

انه المغترب الذي ترك وطنه في زمن محنة المت به وهو قد هجر قصرا عنه!!

بئس الزمن….

عندما يتاجر تجار الوطن بأبنائه….

عندما يستغل المغيث…المستغيث…

أين انتم مما ذكرته من طبائع وعادات العشائر!!

أصبح المغترب لقيطا…

يتندر وطنه عليه!! وفي زمن الكورونا يتبرأ منه…

اصبح سلعة تباع وتشترى في سوق ال MEA وشركات تشغيل الفنادق وما شابه!!

اصبح عالة على مجتمع استنزف وانهك حتى الرمق الاخير، وهو خائف من المغترب الذي ظلمتوه كما سائر اللبنانيين ومن نفس الطغمة…

بئس الزمن…

لكن مهلا…ايها المغتربين…

فتلك الثورة مثلكم وانتم واياها سيان…

لقد نكرها الكثيرون واعتبروها لقيطا وهجينا لا احد تجرأ على تبنيها!!

وهي تصارع لوجود متبني لها، واثبات ابوتها، وبأنها من رحم هذا الوطن ووجودها شرعي وموثق في قواميس الحريات ودوائر نفوس المسحوقين والذين اخذوا على حين غرة…

الذين نهب جنى عمرهم، وهنا لا استثني من انتم الآن تنكروا حقهم بالرجوع الى وطنهم وتعتبروهم جالبي (الوباء) لكم!!

بئس الزمن…

الذي اصبح من يطالب بحقه ارهابي ومخرب…ومن يعود لحضن امه (موبوء) يجب حجره في جيوب المنتفعين والاستغلاليين!!

اليوم اريد ان اقر لكم:

ان هذه الثورة ولدت من اب وام من زواج شرعي…

هذه الثورة نتاج ممارساتكم وسرقاتكم ومحاصصاتكم…

انها غضب شعب اذليتوه وظلمتوه واوغلتوا في افقاره….

فإحذروا منه….

من يراهن على ضعفها، فهو واهم…

هذه ثورة شعب كل ما تماديتم في افقاره ستكون وبالا عليكم….

اين اموال هذا الشعب؟!

احد الكتاب العرب قال لي يوما:

انا بحيرة من امر عجيب احل بكم ايها اللبنانيين!!

كيف لشعب ان تتبخر امواله وجنى عمره بهذه الطريقة؟!

وكيف به ساكتا صابرا محتسبا!!

قلت له هذا ما سيزيد الثورة وقودا…

فكلما اجحفوا، زادت الثورة اتقادا…

وايقنت بالنصر…

الصحفي الأستاذ سعد فواز حمادة

“خاص موقع ميدان برس”