خاص موقع ميدان برس
وهو عن عامل في الباطون “مورق عمار” او “مليس عمار” عايشتعه منذ الصغر. كان متعلما وكثير القراءة والاطلاع والثقافة.
وما زال جل همه ان يرى ابنائه مثقفين متعلمين متحررين بعيدين كل البعد عن التعصب او التمييز ،
كان يحمل هم ابناءه ويقدم لهم كل ما تيسر ولم يذكروا يوما ان طلبا لهم قد جرى رده رغم حال العائلة المتواضع،
ورغم عمله المضني والامه وقلة مدخوله من المال ، كان يذهب باكرا للعمل قبل استيقاظهم للمدرسة ليعود مع غروب الشمس ليستقبله ابناء الحي بسيارته القديمة التي تحمل هم العمل، فيصعدون على سقفها او غطائها او صندوقها ما يزيد وضعها صعوبة ، ولكن البسمة منه والمرفقة بصوت الزمور المنهك كحاله بعد العمل كانت تدخل السرور في قلوبهم مع شعارات تطلق من هنا وهناك .
ما اذكره عن هذا الشخص ايضا ان مخاطر العمل غالبا ما عرضت جسده النحيل لمخاطر العمل وحوادثه الكثيرة رغم نجاحه وصدقه وامانته الا ان طبيعة المهنة ومشقاتها والمشاريع الكبيرة التي استلمها في بعلبك ودير الاحمر وجونيه وغيرهم رغم ايمانه المطلق بالانسانية ربما تشفعت له في اخرها فأبعدته عن العمل وابقته على قيد الحياة بعد سقوط من عل اقعده اشهرا دون حراك.
اليوم كانت قصتي عن عامل في يوم العمال اشبهها بالاسقاط في رؤيتي للواقع اللبناني ، واليوم ايضا ورغم تقاعد صاحبها وعدم قدرته على العمل ، ليس بمقدوري الا ان اوجه للعمال من خلاله تحية اكبار لما يتعرضون له من صعوبات ومخاطر ،
واوجه له ما املك من دعاء بطول العمر والعافية وهو المربي الاول والاب العظيم ورمز العامل الكادح هو “ابي”!
الأستاذ عادل الدالاتي
تحية من موقع midanpress لكل عامل.