بين الوعيد والاستجداء…

كل من يراقب جبهة قطاع غزة وما يفعله الجيش الاسرائيلي من تدمير وعدم جدوى في تدمير المباني! يعي ان هذا الجيش في مأزق حقيقي…

فهو لا يستطيع انجاز، يقدمه لمواطنيه ولا يستطيع ايقاف آلة القتل!

لأنه إن فعل، دون تحرير الاسرى، فسيكون ذلك بمثابة الاقرار بالعجز، وبداية سحب الثقة من هؤلاء الذين يطمحون للعب دور الابطال القوميين، وصانعوا مصير اسرائيل كما اسلافهم!

 

فتاريخ هذا الجيش، كان حروب خاطفة، ومدعومة من اعتى قوة في العالم. ولكن الامر قد اختلف الآن…

 

بالعودة لتلك الحروب، وعندما دخلت اسرائيل في حرب ٦٧ واحتلت سينا والجولان والضفة الغربية، واجهت جيوش منهكه ومتفرقة وذو معدات قديمة متهالكة! وكان عامل المباغته قد فعل فعله، بتدمير المطارات والطائرات الجاثمة فيها….

كل ذلك، طبع في ذاكرة العربي اسطورة، الجيش الذي لا يقهر! او القوة التي لا احد يستطيع مواجهتها!

هنا الامر اختلف كليا…

الحرب في غزة دحضت هذه النظرية، واثبتت العزيمة والايمان بالقضية، بأن (العين تستطيع مقاومة المخرز) ان وجد الاصرار والايمان.

وما ارض غزة سوى البرهان….

 

استنزاف ثم استجرار….

اما جبهة الشمال الفلسطيني، فهي كما القول (السهل الممتنع)…

كلنا يدرك، مدى الضغط لإيقاف هذه الجبهة، لتأثيرها الكبير على مجريات عملية غزة، وتشتيت الجهد والزخم في تلك الجبهة….

فمنذ الثامن من اكتوبر تزامن تناغم في تلك الجبهات. رسخها تلازم اقل ما يقال عنه بأنه ( تكتيك وتناغم) أثقل كاهل الاسرائيلي، واصبح يستجدي لأيقاف جبهة الجنوب اللبناني….

فالوعيد والتهديد اصبح ثمة التصاريح والمؤتمرات الصحغية…

لكن كل هذا لم يجدي….

لا شك ان هذه الحرب لها الكثير لما بعدها.

فهذا العدو ايقن وخصوصا قادته، بأنهم في مأزق حقيقي!

هنا…

ما هي السيناريوهات المحتمله….

حسب مصادر مطلعة، فأن هذه المرحلة جدا خطيرة…

كوننا دخلنا في السباق الاميركي الانتخابي، والتشتت في القرار الحازم في الضغط على نيتنياهو للموافقة على وقف اطلاق النار، وابرام صفقة لتبادل الاسرى، وخطابه امام الكونعرس الاميركي، الذي سيكون بمثابة تحول جذري بعد هذا الخطاب…

فلا شك انه سيأخذ جرعة تدفعه كي يستمر في اجرامه….

وهنا من يقول: ان بعد الخطاب ليس كما بعده….

السيناريوهات المحتمله…

هل يقدم نيتنياهو الى القفز الى الامام وينفذ تهديده بفتح حرب على لبنان؟!

ام انه سيقوم بضربات انتقائية، وتدمير ممنهج دون توغل عسكري…

ام يبقى هذا الريتم ضمن ضوابطه…

كل هذا محكوم بمدى ادراك الاسرائيلي حجم الضرر الذي سيلحق به، والاقدام على المقامرة هذه ستكون جدا تكلفتها باهظة وباهظة جدا….

فالحرب من يبدأ بها ليس من يتحكم هو بإنهائها…

إنما هي جولات….

ولبنان والمقاومة جاهزة…..

الصحافي سعد فواز حمادي خاص ميدان برس