لا شك، أن ما حصل ويحصل الآن في غزة سيحدد مصير المنطقة برمتها….
وما زلزال السابع من اكتوبر سوى شاهد على هذه الحقبة في إتجاه مسار حرب، لطالما غيرت الكثير من المعادلات، ورسخت نظرية (العين تقاوم المخرز)، وما هذا الاستبسال سوى تأكيد على تلك النظرية….
انقلاب المعادلة…
تاريخ الصراع العربي _ الاسرائيلي حافل بالحروب الاستباقية، التي كانت تدار وبشكل رسخ نظرية (الجيش الذي لا يقهر)! في الذهن العربي!
واصبحت عقدة النكسة او الهزيمة المجتزأة لا تمحى من ذاكرة الكثير ممن عايش تلك الحقبة….
اليوم نغيرت المعادلة، واصبحنا امام اجيال مستعدة ان تقلب تلك المعادلة، وبرهنت ان العزيمة والاصرار والاستبسال والذود بكل شيء، يفعل ما لم تفعله جيوش وجحافل، برهنت المعطيات عكس ما كانوا يدعون….
التغريبة الجديدة…
هل نحن امام تغريبة جديدة لسكان غزة؟
ام نحن امام سيناريو:
خلق دويلة فلسطينية، تكون تحت حكم السلطة، دون اعطائها، اي حكم فعلي، بل صوري، تكون فيه اسرائيل الحاكم المطلق، والفعلي، لتلك الدولة الوليدة، دون اي مقومات، بل بالاحرى (لا حول ولا قوة لها)….
ما بعد بعد غزة….
من يستطيع رؤية الحقيقة، لا بد ان يعي، أن هذه الحرب ليست مثل سواها، بل هي تمهيد لخلق وضع جديد مستجد، يضع القضية الفلسطينية تحت مبضع الصفقات ومصالح الدول.
فمن البحر الاحمر الى تلك الحشود في المتوسط، الى ما هو قادم من مشاريع اقتصادية ضخمة، وخصوصا في تلك المنطقة الحيوية، كلها تشي بأنه مخطط مدروس مسبقا؟ وجاهز للتطبيق.
أحد المطلعين عن قرب في أروقة القرار، أسر لمقربين في أحد الجلسات الخاصة، بأن القرار أتخذ، للجم تأثير النفوذ الايراني في مثلث الطوق (كما قال)، وهذا المسمى سيتم تكراره لاحقا، كي يرسخ في الأذهان.
غزة تغريبة جديدة…
كثير سمع بعملية تهجير أهل غزة الى سيناء….
لكن هذا ليس سوى تغطية اعلامية مضللت لهدف آخر؟ بعيد كل البعد عن الحقيقة، ويجافيها…..
المخطط…
بالواقع ما يتم التمهيد له، هو أكثر من تهجير!
اذابة تلك الكتلة البشرية التي تعد بثلاث ملايين في مجتمعات غريبة وهجينة!
كيف ذلك؟
حسب مطلعين وتقارير تقول كالآتي:
دمج أكبر عدد من الشباب وترحيلهم الى بلدان خارج النسيج الذي ينتمون اليه….
إعطائهم تسهيلات للإقامة مع تأمين لهم سبل العيش من مأكل ومشرب….
حتى تأمين لهم عمل….
وحسب التقرير، يتم الآن التجهيزات اللوجستية لذلك، وخصوصا عن طريق البحر او عبر مطارات قريبة، وبدعم مالي….!
هذا المخطط وضع منذ اكثر من خمس سنوات ونوقش كثيرا وبدأ التنفيذ…..
كان الله بعون هؤلاء وثبتهم الله وصبرهم…..
الصحافي سعد فواز حمادي ميدان برس