العروبةُ والمواطنةُ والمظلوميةُ خصائصُ اجتمعَت بأفرادٍ ابتغَوْا العزةَ والحريةَ لشعبِهِم والشرفَ والكرامةَ لمقدساتِهم واخلاصًا لقضيَّتِهم نفذُوا عمليةَ حقٍّ وعدلٍ وواجبٍ فاقَت بنتائجِها وآثارِها توقعاتِ العالمِ باجمعِه ووضعَت قيادةَ العدوِّ الاسرائيليِّ في خانةِ الذلِّ والهوانِ والخيبةِ سواءَ أمامَ شعبِها او بنظرِ شعوبِ العالمِ وانَّ الاستكبارَ الذي غرّرَ بالمستوطنينَ وأتى بهِم من دولِ الشتاتِ [بوعدِ بلفور وغيرِه] واوهمَهم بالامنِ والامانِ لنْ يستطيعَ اقناعَ المرعوبينَ والجبناءِ مجددًا بكذبةِ الغلافِ والسياجِ والسورِ والقبةِ الحديديةِ بعد انْ لفظَهُمُ الاقصى بطوفانِه المباركِ وجرفَ وعودَهُم واحلامَهم وكشفَ عنْ جيشٍ هشٍّ لا يحمي بل تتلاشى قواهُ وتنهارُ امامَ شعبٍ عندما يقررُ انْ يثورَ على ظالميه يغيرُ معادلاتٍ ويسقطُ تحليلاتٍ وتوقعاتٍ وتقديراتٍ وإنَّه بساعاتٍ ياخذُ العالمَ لمكانٍ مختلفٍ فيهِ وقائعُ جديدةٌ تلائِمُ الموضوعيةَ والحقيقةَ وتحاكي في العمقِ آهات والآلام وجراحات وعذابات شعبٍ طالما عانى وتحملَ.
ما نشهدُه هذه الاثناءَ والساعاتِ منْ حصارٍ وتدميرٍ ممنهجٍ وإبادةِ شعبٍ باكملِه يستوجبُ وبسرعة ايقاظِ المطبعينَ والغافلينَ والمتسامحينَ حيالَ وجودِ هذا المجرمِ الحربيِّ الذي يفتك بجسدِ الامةِ العربيةِ والاسلامية وان يتحركَ الساسةِ والعلماءِ والمفكرينَ والمجاهدينَ الفلسطينيينَ والمسلمينَ والعربَ داخلَ فلسطينَ وخارجَها وان تضطلعَ المنظماتُ والمؤتمراتُ بمسؤوليَّتِها التاريخيةِ والانسانيةِ لتكوينِ جبهةٍ موحدةٍ في مواجهةِ الكيانِ المجرمِ وان تعمدَ الدولُ الاسلاميةُ والعربيةُ والنفطيةُ التي تتشدقُ بالإسلامِ والعروبةِ خاصةً بعدَ انكشافِ زيفِ الدولِ الأوروبيةِ الى محاكمةِ ومعاقبةِ القادةِ الاسرائيليينَ بسببِ حصارِهم وجرائمِهم المتماديةِ بحقِّ اطفالِ ونساءِ وشيوخِ غزة.
العدوُّ الذي كشفَ مرةً أخرى عن وجهِهِ الدمويِّ المتوحشِ يتجرعُ اليومَ سمَّ فقدانِ هيبَتِه وجبروتِه سيُرغَمُ غدًا على التفاوضِ والخضوعِ والانكسارِ فهوَ يحاولُ ان يداويَ نفسَهُ بجرعاتِ الاجرامِ والقتلِ ولكنَّهُ لنْ يتعافى لانَّ جرحَهُ عميقٌ ومصابَهُ كبيرٌ وهو يستعجلُ خطواتِه للخروجِ من فلسطينَ ليتحققَ وعدُ الامينِ الصادقِ ” حفظَهُ الله” ووعدُ اللهِ ” عز وجل” بزوالِ اسرائيلَ *{ .. وكان وعدا مفعولا}*
الشيخ حسين قطايا