“تستحوذ تفكيرك أفكارٌ ليلية مفككة،تبدأ برسم حكاية التركيب ضمن دغدغات النعاس،فتذهب عيناك للنوم،وتضيع قصة الحلم عند أول استيقاظ”
مقولة كان قد صاغها قلمي في محاولةٍ منه التعبير عن فكرة “تَولُّد” الفكرة..وأنّ الليل القابع في الأحلام لا يمكنه إلّا صوغ أمارات التخيل والخيال..أمّا النهار فهو وليّ التنفيذ..تنفيذ وتخطيط عملي واقعي ملموس
والأهم من هذا كله،هو فكرة الخلق القائمة على الإبداع بمعناه السلبي،وأقصد هنا خاطرة الشر التي تنمو في أحشاء الفكر لتولد الفكرة..
الإنسان بحسب الدراسات والأبحاث التي أجريت يميل بالفطرة نحو الخير،أي في شخصيته الطفولية البيضاء التي لم تسطع بخربشات ملونة متأرجحة بين الخير والشر تتأصل نوازع الخير..
من هنا نرجّح أو تميل كفة الميزان للفكر القائم على قانون “الإنسان ابن بيئته…”
*محاولة دفاع….ولكن*
مقدمة نصي اليوم كانت طويلة بعض الشيء،حبذا لو أطيل أكثر في محاولة مني للدفاع عن كياني المتهم بالشرور..فكل الٱثام يرتكبها الجنس البشري،وكل الشرور لم تتبلور من الجماد أو من الكائنات الغريزية،بل من هيكل بشري ميّزه الله عز وجل بملكة العقل والتفكير..
احتارت الكلمات في لحظة وقوف أمام المشهد العام للكون،أو لعالم الكرة الأرضية بالتحديد،فأصيبت الكلمات بالتلعثم أمام قتل الإنسان للإنسان…أمام شهوة عجوز تجاه طفل/ة ..أمام سرقة الكحل من العيون…أمام تشريد الأطفال الرضع ..أمام عمالة الأطفال..أمام حالات الإغتصاب المتفشية…
أمام لعنات الصمت…أمام امرأة تبرر بيع جسدها بعدم عثورها على عمل يقيها العوز…أمام عمليات بيع الأعضاء والإتجار بالبشر..
أمام انحدار الثقافات من أجل استسهال الحصول على المال…
أمام وأمام…
لم تنته مصائب الكرة..ولكن ما يستوقف العقل هو مصطلح الإتجار بالبشر..
يقف مذهولا أمام الرخص الذي وصل إليه الإنسان إزاء مفهوم الكرامة البشرية القائمة في مداميكها على مبدأ الحفاظ على خصوصية الأجساد،وعدم اعتمادها وسيلة لجلب الرزق ،بمعنى الآخر مصطلح الإتجار بالبشر مبتذل يجعل الإنسان عبدا للمال …معروضا للبيع والشراء تماما كالسلع الإستهلاكية.
*إحدى عشرة دقيقة..!!*
سوق نخاسة تُعرض فيه البضاعة البشرية بطريقة مهينة..
فالعالم الإفتراضي صنع من عالمنا الواقعي سوقا لترويج العبيد والرقيق من جديد..
العبد هو من يتنازل عن كرامته من أجل حفنة مال،أو من يبقى أسير الإذلال من أجل إقتناء المزيد والمزيد من شهوة المال والجنس..
إنها عملية قائمة على ثوان معدودة..أقصد عملية هدر الكرامة الجسدية ..أما عملية البناء فهي صعبة متينة تحتاج إلى حصون متينة وفكرة ليل ينفذها النهار…يستوقفني هنا عنوان رواية إحدى عشرة دقيقة ل باولو كويلو والذي سطّر من خلالها مفهوم الغاية تبرر الوسيلة..وإن كانت الغاية المال فما أسهل ان يكون الجسد هو الوسيلة!!!
الفكرة هي وعي وإدرلك للمدارك الواقعية الملموسة،ولكن يمكن للوعي أن يكون ضبابيا أي مترنما بين الحدس والوعي…وقلة التقدير لعملية التنفيذ النهارية للفكرة الإبداعية الإيجابية…
أما الإبداع السلبي…عذرا…فلقد هرمنا…
رشا حسين ميدان برس