عينٌ على الحدث..
هي عين اللبناني،فهو في حالة ترقّب وحذر خاصة أنّ البلد ذاهبٌ لأسبوع فاصل وحاد بعض الشيء..
اللبناني خائفٌ من التفلّت الجنوني لسعر الصرف في السوق السوداء،خائف من استمرار الخواء الرئاسي،مصابٌ بالذهول من شتاء لا يعلم خفاياه أو _على الأصح _استطاع في هذه الفترة المتأرجِحة بين القلق والقلق أن يخمّن وضع الشتاء من ناحية التدفئة وأقساط المدارس،أو تعذر إنطلاق العام الدراسي في التعليم الرسمي..
*الشجرة التي تحجب الغابة*
محاولات تُسطَّر للسيطرة على نوعية الصورة المرسومة للوضع اللبناني،إلّا أنّ لا احد يستطيع أن يغطي الشمس بغربال ،فالشّعاع ضارب الجذور والقرص يظهر من بين الثقوب..
ما نحاول قوله،هو أنّ حال اللبناني واضح جليٌّ، فإنّ إقامة جولة تفتيشية فكرية على دوائر الدولة المفعمة بالتكاسل والإستهتار وعدم الإلتزام،إلى الأحياء التي تعاني فقرا مدقِعا،إلى لعبة الدولار في المملكة الورقية،إلى العنف والقتل و العنف القائم على النوع الإجتماعي كفيلة بأن تصنِّف لبنان تحت خط الفقر الأخلاقي السياسي والأمني والإقتصادي.
العنف المُمارس ضد الاطفال والنساء مستفحل بشكل يدفع بمجتمعنا أن يدق ناقوس الخطر ..
حوادث عديدة كفيلة أن تدفع بأي مواطن أن يراجع حساباته قبل الإقدام على ارتكاب مثل هذه الخطوات،إلّا أنّ ما يحصل هو العكس تماما،نحترم طبيعة الإنسان في كره الممنوع ،وكما يُقال :”إذا مُنع الضحك يصير كل أمر يستدعي الضحك …”
أمّا أن تكون الحكاية محاكاة للقتل والتشريد والتعنيف فهذا ما لا يمكن تصنيفه ضمن أطر “الممنوع مرغوب..”
*الفراغ:خاتمة الأفراح*
النصف الفارغ من الكأس يعطي انطباعا عن اليأس والخواء،تماما كما يحصل على المستويين الإجتماعي والسياسي،فالمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تنشر يوميا حوادث يندى لها الجبين من تفنن عميق بالقتل والتعنيف،بالإضافة إلى محاولة المواطن لاستقطاب المال بوسائل غير قانونية وأساليب غير أخلاقية..
على الصعيد الرئاسي،فإنّ الفراغ هو سيد الموقف،ورفض الجلوس على طاولة الحوار من شأنه أن يعيد لبنان إلى الوراء أشوطا أشواط،لأن الفراغ سيتغلغل في كل مرافق الدولة من الحاكمية وصولا إلى كافة الدوائر الرسمية.
*سكة سفر*
لبنان يتجهز للذهاب نحو محطة سفر إلى الغد المجهول غير الآمن،يلملم حقائب فارغة الشموخ،فكل الأمتعة “جرباء”،وسكة الانتقال ملأى بالصدأ..
نأمل أن يكون الشهر التاسع “فاتحة خير “على المستوى الرئاسي حتى يحدث التغيير على كافة المستويات؛فالحصى التي تُرشَق من هنا وهناك كفيلة أن تصيب أي محاولة أو” بادرة خير “بالفشل…وعندها لن يكون هناك فرصة لإصلاح السكة والإنطلاق نحو الانتقال..
رشا حسين ميدان برس