من حقّ الله على الإنسان أن يرى نعمه التي أسدلَها على محيّاه بارزة واضحة ، أن يتنعّم الإنسان الفرد بوسامة العقل ،والبعد عن ارتداء أقنعة غريزية تُبعده كل البعد عن أنسنة كل ما هو غير حسي..
*وسامة فكر* ..
نقصد بوسامة الفكر استيقاظ روح التقبّل للآخر،وكيفية إقرار قانون التعايش مع من لا يشكل اختلافهم الديني العرقي والجندري أي خلاف .
سائرون على خطى التقدم والحريات، لا بل نسير بأقلامِنا وأصواتنا نحو مستقبل خالٍ من التفرقة والتمييز..
نسير ضمن طريق غير معبدة،شائكة،فيها من العراقيل ما يجعل القلب يتدغدغ بالإنسحاب؛إلّا أنّ المُبتغى المُراد إنجازه كفيلٌ أن تُطلَق من أجله الصرخات ..
مقدمة لا بأس بحجمها قادرة على أن ترسم الصورة التي يحاول العالم تأطيرَها؛فالحرية الفردية تتمثّل في ممارسة الإنسان لكلّ ما يبيح له الشرع الإنساني والكوني ممارسته على أن يشترط العرف الإنساني في ممارسة الحرية الإبتعاد عن أذية الآخر،التعدي على حقوقه،سلب كرامته،حرمانه من ممارسة حقوقه من خلال الإستعلاء عليه..
*القوة للحق*
إنّ المناهج المدرسية علّمت الأجيال المتعاقبة مبدأ “القوة للحق “محاولة أن تُبعد عنهم فكرة “الترهيب “وأن الحق لا يُسترجَع إلّا بالعنف..
حاولت تعليمهم أنّ الحق_ في حد ذاته_ قوة خارقة،لا يُؤخذ بفوهة بندقية بقدر ما هو مبدئي وفيه من الرقي ما يجعله ينتصر في النهاية.
زمن الفكر الحر اليوم قائم على مبدأ تقبّل المثلية الجنسية ؛بل ومحاولة إقرارها في المناهج المدرسية كمادة تمثِّل تقبّل حرية الآخر..
زمن الفكر الحر اليوم قائم على تقبّل العري والألفاظ الفاحشة
وممارسة الإباحية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى على كافة وسائل التواصل الإجتماعي..
زمن الفكر الحر اليوم قائم على تقبّل العروضات المُخفَضة لجسد يهوي يمنة ويسرة مع “خلخال عالدقة ونص “مقابل “دولارات دولارات”..
زمن الفكر الحر اليوم قائم على إشراك الأطفال في عمليات الشهرة المُبتذَلة والتي تستخدم ألفاظا وأفعالاً لا تتناسب مع عمر الطفولة او ما تبقى منها..
لكن زمن الفكر الحر اليوم لا يستطيع أن “يمنع من يمنع”..
لا يستطيع أن يقيّد من يتطاول على أسس دينية ورموز يعتبرها أصحاب الدين “خطا أحمر” ..
“أحمر” كلمة ممنوعة من الصرف؛أتت هنا على محمل “اللاكسر”…
فتارةً يخرج للعلن منتقد لمستثمرٍ كان قد منعَ تقديم المشروبات الروحية في خطة مشروعه الجديد متبجحّا الأوّل بأنّ إحياء القلب والحياة والروح تكمن في اقتناء كأس..وأنّ عدمه هو انعدام التحضر والمدنية ؛أو ليس هذا بتطاول غير مباشر على سياسات دين معين؟؟..أين المدنية والتحضر في بسط الرأي وفرض سلب حرية إنسان آخر وقناعاته؟!
وطوراً يتكرر سيناريو السويد والدانمارك المعتمد منذ سنوات..
سيناريو التطاول على المقدسات الاسلامية ونقصد هنا المجاهرة بحرق المصحف الشريف..
عذرا،فنحن نتحدث عن بلاد الحرية والانفتاح..
بلاد لم تفهم الحريات إلّا بممارسة الشذوذ والعري الإجتماعي والخواء الأسري؛أمّا قضية التطاول على المقدسات والتي لا تمت لحرية التعبير بصلة فلم تستطع الحكومتان منع او قمع تفشي هذه الظاهرة بحجة عدم القدرة على قمع الحريات
*مذكرات إحتجاج*
لاقت هذه المحاولات الدنيئة احتجاجات شعبية على مستوى دول العالم الإسلامي، فنُظمت الوقفات الاحتجاجية المستنكرة من خلال رفع المصاحف عاليا،وعلى المستوى الديبلوماسي قامت عدة حكومات ، بينها السعودية وقطر وإيران، باستدعاء سفراء البلد الإسكندنافي للاحتجاج، فيما طرد العراق السفيرة السويدية من أراضيه.
*رأي* ..
لكلٍّ منّا رأيه الّذي نجلّ ونحترم؛إلّا أنّ تدنيس حدود الأديان_ أياً كانت _لا يمكن تقبّله؛كما أنّ القلم الحر يجب أن يدور في فلك الاستنكار لكل ما هو سالب لمفهوم حفظ الحدود..
فالمصحف والإنجيل لا يسطّران إلا آيات التقبل والاحترام لآخر..ولا يرتّلان إلّا أنّ الدين لا يمكن إلا أن يكون معاملة حسنة للآخر…
فما فائدة الاعتناق والنفس تواقة “لتحجيم” الآخر المختلف..نقول المختلف لا المخالف…
نقطة انتهى…
رشا حسين ميدان برس