ضجّت وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع المنصرم بقضية الحضانة المفتقِرة لكل معايير السلامة والرّأفة ..
فعلى الرّغم من تدهور البلاد على كافة الأصعدة إلّا أنّ الثقة عند الناس ما زالت موجودة تجاه أي قضية تمسّ التربية والتعليم.
طفولة تُسحَق تحت أنياب المربية الفاضلة والحاضنة الحنون؛أنياب شرِسة ومخالب تدسُّ خربشاتها عى أجساد بريئة ضعيفة لا تقوى على الرفض والمقاومة، ولا تقوى أيضا على التعبير..فكان الصمت هو سيد الموقف وشكّلت قدرة اللّاتعبير دافعا للمزيد من بسط الوحشية والإمتداد لمهنة حوّلها هؤلاء من مهنة مُغلّفة بالحنان والإنسانية إلى مهنة “فشة الخلق” مأجورة شهريا..
حالات من التعنيف اللفظي والجسدي، والترهيب القائم على الصراخ والضرب، دفع بالكثير من الأطفال إلى ردّ فعل نفسي تَمثَّل بعدم النطق والإستيقاظ ليلاً على بكاء فاحش وخوف يستدعي الانتباه..
استنكارات بالجملة كانت قد سُطِّرت على وسائل التواصل الإجتماعي من مسؤولين وجمعيات تُعنى بالطفل المرأة والإنسان، بالإضافة إلى استفزاز مقاطع الفيديو لصاحب كل ضمير حي لا يقبل بهذه الممارسات غير الإنسانية ..
أشد العقوبات ورفض أي عذر مع التّشديد على كافة دور الحضانة المستفحل دورها بسبب لجوء المرأة اللبنانية للعمل خارج منزلها نظراً للظروف الصعبة يجب أن يكون وجهة الجهات المعنية،إذ تلجأ الأم اليوم إلى وضع طفلها في هذه المراكز وهي على ثقة تامة أنّ الرأفة هي معيار التعامل…
نحن في زمن نحاول من خلاله أن نحدَّ من ظواهر تحطّ من قدر الإنسانية عموما والطفولة خصوصا مثل قضايا الزواج المبكر،التنمّر وآثاره على الشخصية الفردية،العنف المعنوي والجسدي…
أمور تُعتَبر خطوطا حمراء يجب الحديث عنها بغية معالجتها؛ فمن المعيب حقاً أن نكون في زمن القضايا الخطيرة وأن نكون نحن العلّة والسبب، بدلاً من أن نكون العلاج..
فالأم المنهكة صاحبة الوقت الضيق والتي لا تستطيع المكوث بجانب طفلها تضع ثقتها العمياء بمربّية معتبرةً إيّاها علاج أزمتها ،كيف لها أن تكون الداء بدلاً من كونها دواء ….؟! أم أنّه إنطباع مُسبَق تصوّرناه عن إنسانيتها العمياء؟! ربّما هو كذلك…
برسم القضاء اللبناني كل دمعة طفل،وكل صراخ معبّر،وكل صمت بليغ..
برسم القضاء اللبناني _الإنساني كل صفعة وجع…!!عندها..يبنى على الشيء مقتضاه..
رشا حسين ميدان برس